السبت، 21 أبريل 2012

كيف أساويكم بمن علموكم ...؟!!!









هكذا ردت المستشارة الألمانية ميركل حين أضرب القضاة عن العمل في سبيل مساواة رواتبهم بالمعلمين ..!
ولا داعي لأن نعلـّق على مدى الفارق بين الرواتب ... ولكن التعليق يأتي بعد ردّها : كيف أساويكم بمن علموكم ..؟!
فردها كان قويـًا ومنطقيـًا ومفحمـًا..وكأنها تريد أن تقول : كيف تجرؤون على أن تُقدِمُوا على هذا الفعل أو تفكروا
حتى ..؟! هذا المعلم ..!! فهو الأول في كلّ القطاعات وعلى كلّ المستويات..!!
حقيقة كان الردّ حكيمـًا ومميزًا ... فالمعلم يقدّم للمجتمع كلّ ما يريد من مهندسين أو طيارين أو أطباء أو قضاة ..
ولأنّ مقولتها  أخذت  مدى واسع في أغلب منتدياتنا  خصوصـًا المنتديات التي تخص المعلمين والمعلمات ..
أحببتُ أن أقف على فكرة الإيمان بالمعلم وأنه أساس نهضة المجتمع .. أو انتكاسته وهبوطه ..فكما يقول الأديب  
جبران خليل جبران : " تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة : فلاح يغذيه..وجندي يحميه .. ومعلم يربيه .."
فالمعلـّم هو القائد التربوي الذي يتصدر العملية التعليمية في توصيل الخبرات ..والمعلومات التربوية ... 
وهو القائد الباسل الذي يقود معركته ضد التخلف والجهل.. إذ لا يمكن لأحد أن ينكر فضل المعلم في قيام 
الحضارة الإنسانية.. وازدهارها ..فنجاح النظام التعليمي يعني نجاح الأمة وتفوقها ورقيها لأبعد حدّ.. 
فها هو  أحد  الألمان حين انتصرت ألمانيا في حرب السبعينات يقول  : " لقد انتصر معلّم المدرسة الألمانية ...
في حين  قال فرنسي حين خسرت فرنسا في الحرب العالمية الثانية : "إنّ التربية الفرنسية متخلـّفة
والتربية تعني التعليم وتحضير النشء ليكون قادرًا على استيعاب كلّ ما يواجهه من أزمات وعواقب
 وعوائق بقوة ونجاح..أما التساؤل الذي  أطلقته أمريكا حين غزت روسيا الفضاء : ماذا دهى نظامنا التعليمي..؟!!
 فقد وضع النقاط على كثير من الأمور في نظام التعليم عندهم فباتوا يصنعون المستقبل..!!
إنّ أغلب الدول المتقدمة تدرك أن تقدمها لا يكون إلا بإعطاء المعلم قيمته من حقوق مدروسة ترقى بالمجتمع إلى قمم
شامخة.. إذ أنها تعرف أنه لايمكنها أن تصل إلى ما تريد إلا من خلال غرس قيمة احترام المعلم في نفوس أبنائها وتوفير 
احتياجاته من كلّ النواحي ...وقد يتساءل أحدكم أو أي موظف يعتلي منصبـًا  : لماذا ؟ ومن يكون ..؟! والإجابة لن 
تكون معقدة بل هي بكلّ بساطة : لأنه مختلف عنكم فهو المرشد الذي يأخذ بيد المجتمع ليكون في مصاف 
النهضة من خلال أبنائه ..فهو لا يرى نفسه عظيمـًا أو متميزًا أو منجزًا إلا من خلال من يعلمهم وكذاك يراه 
المجتمع ... إذن هو لا يعمل لنفسه !! بل لأبناء مجتمعه الذين يراهم أبناءه.. وحتى عطاءه يقيّم بهم وإنجازاته 
ترتبط بهم ..هو لا يتصرف كما يريد.. ولا كما يحب أو تهوى نفسه.. بل هو قدوة يحاسب نفسه في المأكل ..
في الملبس ..في لفظه ..فيما يكتب..في أفعاله وتصرفاته..هو الناصح الأمين والصديق الحميم ...
هو الربيع وشريان المجتمع النابض بالحياة ...
هذا هو المعلـّم الذي فقدناه في وقتنا الحالي ..والذي أصبح متظلمًا بائسـًا باحثًا عن حقوقه في ظل المتغيرات التي
يعيشها مجتمعنا ..والذي بات أغلبنا  ينظر إلى المعلم على أنه أدنى مستويات المجتمع.. وحتى أبناؤنا..لم يعد هناك
من يرغب أن يكون معلـّمـًا..فهم متجهون بحسب ما يقدّر المجتمع من مناصب ووظائف تجعلهم يعيشون برفاهية
على حد تعبيرهم ..مؤسف حقـًا ما وصلنا إليه.. فحين أتذكر مقولة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله :" لقد كنا
نشعر بأنّ كلا منهم ينكر ذاته ويسرف في العطاء ويجعل من حياته الخاصة والعامة مشعلا  يضيء لأبنائنا الطريق إلى
غدهم السعيد بإذن الله .. ولن ينسى أي مواطن في هذا البلد دَيـْنَ رجال التربية والتعليم فهو في أعناق الجميع لأنهم
كانوا مثلا يحتذى بهم في علو الهمة والحرص وأداء الواجب والوطنية في أجلى صورها فليجزهم الله عنا خير الجزاء
وليطرح في غرسهم الخير والبركة والنماء "
أدرك أنّ عزائي الوحيد هو التفاؤل و الأمل بأنّ تعود قيمة المعلم كما كانت في سابق عهدها ...

الكاتبة  

حنان الغامدي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<