الأحد، 11 أغسطس 2013

♨ .. أفكار على شواطئ الغربة ! .. ♨


 

بعض أفكاري التي احتشدت في رأسي قررتْ
هذا المساء أن تتحرر ..
قررت أن تخرج ثائرة للعالم بدوني
..
لم أشأ أن أسجنها
.. تركتها تمضي
فتحت نافذتي وسمحت لها أن تنطلق
ولكني كنت أرقبها من بعيد إلى أين تذهب
..؟!
إلى أين تمضي بدوني
..؟!
فرّت من النافذة
..
مضت تتجول في الشوارع والطرقات
.. 
بين المنازل والأحياء
!!
وقفتُ أرقبها حتى توارت
.. 
هذا المساء حلّق الهدوء داخل نفسي
..
فليس هناك إلا وميض النجوم
..
ونفحات من نسيم الليل يحرك ما بقي
من أفكاري التي استكنت بداخلي
..
كنتُ أتجول مع أفكاري الثائرة الهاربة الباحثة
عن موطن جديد بقلبي وروحي
..
مرّت الساعة
.. والساعتان ...
طال انتظاري
.. ذهبت لأنام وتركتُ
جزءًا من النافذة مواربًا
..
لم تمض فترة إلا وتحركت النافذة
..
لقد عادت لترتمي بين أحضاني
... 
كطفل تاه عن أمه سويعات ولكنها في
نظره سنين
...
عادت بعد أن عاشت غربة قاسية
..
كنتُ يقينة من عودتها
..
لم تجد من يتقبلها ويُعنى بها
..
ربما لأنّها في نظر الآخرين لا تساير العصر
!
تكبّل أهواءهم
..! لا أدري ..!!
ولكني أدرك أنّ الأفكار التي تعيش طويلا مع 
صاحبها فهذا يعني أنّها تعيش مع قوي 
يؤمن بها ويسعى لتحقيقها
...
منذ البداية كنتُ أعلم أنّها ستعود
...
لأنه لا يستطيع تحمل عناء الاهتمام
بالأفكار التي نشأت وترعرعت في بيئة
وثقافة سليمة إلا صاحبها الذي قد يستميت
لأجل تحقيقها والدفاع عنها فهي جزء منه
لا يتجزأ .. بل تمثله كثيرًا في سلوكه
وتصرفاته وحديثه وحتى نظرته للأشياء
ورؤيته ورسالته وأهدافه
..
عادت تحمل بين جنباتها درسًا مهمًا وهو
أنّ ماكانت تعتقده سجنًا باتت تراه قصرًا
 تربع فيه بحرية الواثق الذي لا يهاب شيئًا !
ابتسمتُ بعمق وأنا أحتضن أفكاري التي
أرادت هذا المساء أن تعيش فسحة التجربة
بعيدة عن صاحبتها
...!

ملحوظة : مجرّد خاطرة تعبر عن غربة الفكر الذي نعيشه ..

الكاتبة 

حنان الغامدي  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<