الجمعة، 19 أغسطس 2016

المنظمّات الحقوقية ..والإنسانية !!







        بعد كلّ ما يحدث في العالم الإسلامي من مجازر .. من أنين من ركام فوق
ركام .. من دماء لا تنضب في كلّ مكان .. من حياة غير مستقرة .. وخوف وترويع
مستمرّ .. على كلّ المنظمات الحقوقية أن تخرس عن كلّ ما يخصّنا ..

نعم ، عليها أن لا تنادي بشيء بعد ذلك .. فأيّ شيء أعظم من الحياة الآمنة المستقرة
لتنادي بها ؟! ولكنّها لم تفعل .. وأظنّها لن تفعل ..

      إننا نرى جميعًا ما يحدث على أرض الواقع من انتهاكات على جميع المستويات
 الإنسانية ولكنّ العمل الرسمي الذي تقوم به حاليًا هو  ( القلق ) ولا شيء غيره غير
 إثارة القلاقل ..والتصريحات المخجلة والإحصائيات والدراسات ..!!
إنها فقط تقلق على كلّ ما يخص المرأة المحجبة كيف تمارس حياتها بشكل يجعلها تقتحم
الرياضة العالمية ...!! قلقة عليها لأنها لم تنخرط وتدخل المعترك السياسي ..!
إنّها قلقة على عالمنا الإسلامي لأنّ الأطفال لا يذهبون للمدارس ..!
لا يمارسون حريتهم بالشكل الذي هي ترغبه ..!
وقلقة مما يفعله الدواعش أو القاعدة .. هي قلقة لأنّ العنف انتشر بشكل مخيف !
لكنها لم تقلق على السجناء في جوانتامو .. ولا المرأة الغربية وماتعانيه من انتهاكات
ولا الرافعات التي أصبحت مشانق للمسلمين ..!  ولا ما تقوم به إسرائيل في فلسطين ..!
ولا ما تقوم به أوروبا حاليًا من الإساءة للاجئين أو المسلمين ..!
أو ما يقوم به رئيس كوريا الشماليه تجاه شعبه ..!!!
هي قلقة بشكل يثير الدهشة على ما تنتقيه فقط  ..!

      ولأكون منصفة ربما أصدرت تصريحًا تعرب فيه عن قلقها من باب المجاملة لنا .. 
ومن نحن حتى تجاملنا ..؟! لكن ربما لتثبت لنا أنها حيادية وعادلة ..!!
ولست أدري ما الداعي لكلّ هذا القلق مالم نر نتائج فعلية على أرض الواقع ..؟!
فما تقوم به هذه المنظمات الحقوقية لا يخرج عمّا تقوم به الجمعيات الخيرية في معظم 
البلدان العربية والإسلامية بل إن الجمعيات الخيرية أفضل منها بكثير !!

       والحقيقة فيما يبدو أنّها ليست قلقة علينا بقدر ماهي قلقة منّا ..!! قلقة من أن تظلّ 
المرأة المسلمة متمسكة بحجابها ..متمسكة بعقيدتها .. قلقة من أن يسود الأمن منطقة الشرق
الأوسط لأنّه لو سادها الأمن فسيكون هناك استقرار وتعليم جيد وحياة كريمة ونهوض إسلامي
قوي في شتى مجالات الحياة ..

     وحتى لا أعمم هناك من يعملون بضمير ممن ينتسبون لهذه المنظمات ولكنها جهود
 فردية يحركها الدافع الإنساني الذي يسكن هذا الفرد الذي لم يتلطخ بمصالح السياسة ومؤمراتها
ودسائسها و عنصريتها وعجرفتها التي باتت واضحة حتى للأعمى ..

      ولأكون منطقية القلق شيء جيد لكنك إن لم تصاحبه بعمل فأنت لست قلق .. أنت فقط
تشعر بالملل أو بضيق ولديك فرصة لتبدي رأيك أو متنفّس لتعبر عن قلقك ..!!
فالقلق يحرّك المرء ليستميت من أجل أن يهدأ قلقه .. ليفعل شيئًا ما على أرض الواقع 
يجعل من هذا القلق  يختفي تدريجيًا ..!

      هذه المنظمّات بقلقها المتزايد والمتنامي دون أن تحرّك ساكنًا أصبحت عالة على كلّ 
العالم الإسلامي .. كما أصبحنا نعرف أنها متى ما أرادت أن ترى بعين واحدة  فهي تفعل ذلك 
دونما خجل ودون أي اعتبار لأي إنسانية ..!!
لم نعد نرغب بالمزيد من التصريحات السخيفة أو الاجتماعات التي تسفر عن توصيات 
وقرارات عادلة لا نراها إلا على الورق فقط  في ظلّ التقنية التي جعلتنا نعرف كلّ شيء 
على  حقيقته ..!

وأظنّ أنّ هذه المنظمات لو عملت بقدر قلقها لكنّا رأينا أثرًا جيدًا على الأقل في بعض  
جوانب الحياة ..!



                                                    محدّثتكم من خلف النّـقاب

                                                              الكاتبة 

                                                          حنان الغامدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<