الخميس، 15 نوفمبر 2012

♨ بـــوح أمل ٍ على رفـات عام ...!! ♨







ترقد بسلام بعد كفاح ونضال دام مئات الأيام ..!! ترقد وعلى وجهها
رسمت شبه ابتسامة...!!
تلك الابتسامة اللغـز ... التي حرت في وصفها ...
جلستُ أمام مكتبي وفي يدي قلمي لأكتب ... فعلى أوراقي أسطـر تحنّ لأن تمتلئ
حروفـًا وكلمات وعبارات تزينها...وتعطيها معنى وجمالا يزيد من تألقها ...
ولكني احترتُ كثيرًا بما أملؤها به في هذا الموقف المهيب !!
 فالكلمات متناثرة في أرجاء نفسي تريد بوحـًا أنيقـًا يخرجها من سجنها الذي
باتت تراه كئيبـًا مليئًـا بحشرجات اليأس...ومع ذلك أجدني مترددة إذ مازالت 
ظلال الماضي تأسرني برونقها وفتوتها التي دامت على مدى قرون طويلة ... 
تلك القرون التي فرشها أصحابها بورد  من المجد الذي تربع على القمة بجدارة 
متسلحـًا بثبات إصرارهم  وكفاحهم وعزائم المجدّين ومثابرتهم ...

نعم أستوقفتُ كلماتي التي ضجـّت بداخلي وضجرت تريد الخروج على صفحات
أوراقي ... تريد أن تجد لها مكانـًا بين هذا الواقع المرير...!!
 ولكن كيف...؟! كيف لي أن أسمح لها بالخروج في كنف هذه المتناقضات المؤلمة
والتي أصبحت تزداد وحشية وضراوة...؟!!
فليس لك يا كلماتي المنمقة إلا أن تظلي قابعة داخل أسوار نفسي تحتسين نبض
الحسرة وتعيشين على أمل واقع جديد تجدين نفسك فيه ...!!
وما إن هممتُ بجمع أوراقي ... حتى رأيتُ الأسطر تهتـزّ وكأنّها تنفض حروفـًا
تستحثها على الخروج .

كانت الأسطر باهتة كأحداث الشهور الماضية ... ليس بها رمق من الحياة ...
أو حتى لون يعيد للثغــر ابتسامته التائهة !
هذا ما أراه ... إذ في داخل نفسي يقبع أمل في أحد زواياها شريد ... طريد ...
 يجلس القرفصاء ويستكنّ بعيدًا عن العالم وعن نفسي ...
شعور وإحساس بعالم مهيب يجتاحني ... ويحاول أن يبعثر حروف الكلمات
التي أراها تجمع كتيبتها من الحروف و الكلمات والعبارات وتجنّدها في سبيل غايتها
النبيلة ...!! فالكلمات التي ملـّت من الانتظار بدأت تنسج حوارها الذي بدأته بصمت
على إيقاع أشبه بحفيف الأشجار التي تهزها نسائم الربيع القادمة :
" الأيام الماضية  خالية شاحبة كوجه سيدة عجوز تنظر بعينين يتدفق منها الأمل نحو 
الأفق تنتظر ابنها الذي اختفى ذات يوم ولم يعد ... الجميع حولها يظنها تعيش أحلامـًا
 وأوهامـًا ... وهي تعيش واقعـًا ويقينـًا ... الجميع يعتقد أنّه مات ... وهي تجزم بأنّه
مازال حيـًا ... إنها تنتظره كما لو كان اختفى بالأمس مع أنه اختفى قبل ثلاثين عامـًا !!"

يا للروح التي تمتلكها هذه السيدة العجوز التي نحت الزمن ملامحها ورسم معاناتها
 بدقة ... هكذا هتفتُ بخجل ... إذ أنّي بدأت أقيّد أملا ... وأسمح له بأن يتراخى بعيدًا عن يقين
روحي التي عاشت يغذيها الأمل بالرغم مما كانت تراه من آلام وأحزان تعـصف
بمن حولها !!
فمآسي أمتي الإسلامية  التي أصبحت تزداد يومـًا بعد يوم جعلتني أتردد وأحتضن
الأمل بين جوانحي لأطوّقه بسور من أشواك الإحباط واليأس لأجعله يغرق في
حالة من الخدر و الغيبوبة !!
ولكنّ نفسي التي ضاقت ذرعـًا بعجرفة اليأس التي تريد أن تتملكني.. أيقظتني
على وقع الكلمات التي تضطرم في داخلي ... فهي تريد أن ترى الحياة لتـَبـُث في نفوس
اليائسين شوقـًا للأمل ... وحياة جديدة مشرقـة...عندها وجدتني أهمس لنفسي :
" نعم ، علي أن لا أستسلم ولا أركن أو أخضع ... ماذا أصابني ؟!! كيف سمحتُ
لأرجائي بأن تركن لإغراء اليأس ...؟!! فما يحدث من اجتماع  الاضطهاد والألم
والحزن والدموع  والفقر والجوع والوحشية والقهر والذل ... كلها تلقي بجحافلها
القاتمة على ملامح أمتي ... إلا أنّ نور الله لا ينطفئ ...والأمل مقرون بيقين
الإيمان ببشائر الخير وقوّة الإرادة والهمم والعزائم الشامخة نحو حياة الكفاح
والنضال ...هذه هي الحياة الحقيقية ... حياة مليئة بالألم ممزوجة بعناق الأمل ...
فأيام السنة الماضية انقضت بعد أن ودعتنا بوجه رُسِم على تجاعيده  كل انفعالات
الحياة القاسية ورقدت وعلى ملامحها شبه ابتسامة ...

كانت الخطرات تتقاذفني ... أمسكتُ بقلمي وكتبت بعـد أن رسمتُ
 ابتسامة في مرارة استجدي كلّ أمال الحياة الجامحة أن تستيقظ لتنطلق
 بكلّ قوة كهدير نفسي الثائرة  :

عام جديد ...
عام يضيء دروبنا في مشهد
يحكي تفاصيل الأمل ...
عام جديد... يهزّ قيد اليأس يكسره ...
فتضج بالتكبير نفسي ...
عام جديد ... ينبض بالخير والبركات
والإنجاز ...
عام جديد ... تتحقق فيه العزة والسيادة والنّصر للأمّة الإسلامية...



الكاتبــة 

 حنان الغامدي  

1 / 1 / 1434 هـ
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<