الخميس، 11 أبريل 2013

... ✿ ... ذات الأربعــة عـشـــــر ربيعـــــًا 3 ... ✿ ...





الـفـصـل الـثــالث 


 
كنتُ أطالع كتابـًا ... حين امتدت تلك اليد الصغيرة إلى جهاز التحكم لتنتقل من قناة إلى أخرى ...

نظرتُ إلى ما ستتابعه ... لم يكن يستهويها المفيد ... بل تبحث عن الغث شأنها شأن الكثير من أقرانها في

هذا السن ... توقفتْ أخيرًا على إحدى القنوات التي تبث إحدى البرامج السخيفة والتي للأسف تلقى رواجـًا

في مجتمعـنا... كانت المقدمة فيه شبه عارية ...

حينها قالت لي ذات الأربعة عشر ربيعــًا :

_آآآخ ليت لي نصف جمالها ... أو أكون مثلها مقدمة برنامج مشهور كهذا ...

أقفلتُ الكتاب وأنا أحاول أن أخفي غيظي وقلتُ لها مسايرة :

_ صحيح أنّها جميلة ... ولكنها تعتمد على جمالها دون ثقافتها وما تقدمه ...

قالت لي : ومن يهتم بالثقافة ...؟! انظري إلى جمالها أليس كافيـًا ..؟!

قلتُ لها : يهتم من يتمتع بالوعي والإدراك ... أما السخفاء والفارغون لن ينظروا إلا إلى الشكل

وهذا طبيعي.. .

قالت مستدركة : نعم أكييييد ... أنا لم أقل أنّ الثقافة غير مهمة ... ولكني أقصد أن الناس تهتم بالجمال أكثر ...

ابتسمتُ ثم قلتُ : ومن الذي لا يحب الجمال  ؟! فالمرأة جـُبـِلت على حب الجمال والبحث عنه...

بل هو فطرة حباها الله بها ولكننا لا نريده جمالاً فارغــًا ... جمالاً بعيدًا عن الرونق والحياة التي تعكس ما في

داخلها من نقاء وصفاء ... حتى في القول ... إنّ الجمال الذي ترينه الآن أمامك المتمثل في هذه المذيعة ...

ليس إلا إغراء ... وإرضاء لما يريده المخرج !! أو ما يريده الجمهور الفارغ وضعاف النفوس الذين يطمحون

لأن تكون المرأة سلعة وتجارة ورغبة للمتعة بجمالها الذي هو في أغلب الأحيان يعتمد على عمليات

التجميل ..

قالت لي بدهشة : وكيف ترضى أن تكون هكذا ...؟!

قلتُ : لأنـّها ترغب في الشهرة وفيما يسمّى بإثبات الذات المغلوط ... الذي تعتقد فيه المرأة أنّها  لابد أن تكون

 ذات أفق واسع ومتحضرة ..! وللأسف أنّ هذا الأفق الواسع الذي دخلته المرأة هو مصيدة تنتهي باغتيال

 حيائها ... وتشويه أنوثتها ...

ثمّ استطردتُ قائلة : من المؤسف أن تتمني أن تكوني مثلها ... منبهرة بصورتها وشكلها ....

قالت بغضب  : لن أكون مثلها تعرفين أنّ مجتمعي ومحيطي  لا يسمح مهما تمنيت...

قلتُ بسرعة دون أن أسمح لها بمزيد من التفكير  : وماذا لو سمح لك المجتمع ؟!

قالت بابتسامة  خجلى : مستحييييل ... لا يمكن والدانا ... مستحييييييييييييييل ...

قلتُ بجدية أكثر : سؤالي واضح ... ماذا لو سمح لك والداي ؟!

صمتت ولم تجب ... في حين همستُ لها قائلة بعد أن اقتربتُ منها :

صعبٌ جدًا أن يكون رادعك المجتمع !! صدقيني ... ما لم يكن رادعك الخوف من الله ...

ثمّ الحفاظ على نفسك فلن يكون هناك أي رادع لك لفعل أي شيء ... ليس فقط الظهور على شاشات

الرائي ...

ثمّ كان الصمت حليفنا بعد أن اكتست الشاشة بالسواد... 


الكاتبة 

حنان الغامدي 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<