الاثنين، 16 يونيو 2014

☂.. مظـلّة الـتـربيــة ...☂


تم نشر هذا المقال في صحيفة المدينة بتاريخ : 8 / 8 / 1435 هـ - 6 / 6 / 2014 م

 


لم تكن ظاهرة تمزيق الكتب ظاهرة جديدة!
أو حتى مفاجئة لنا..! خصوصًا لمن يعملون في الميدان التربوي..!
فهي في نظري من النتائج الحتمية التي لابدّ أن يصل إليها أبناؤنا بعد استهتارهم بكلّ شيء حولهم
من إدارة مدرسية أو معلّم أو العلم..! فهم طوال وقتهم يشعرون بالملل والضجر.. ليس لأنّ
الحصّة مملة.. أو بعيدة عن الابتكار والجودة.. لا ، بل لأنّه لم تعد هناك قيمًا تملؤهم..
فهم يعيشون في فراغ اختاروه لأنفسهم.. لا همّ لهم سوى اللهو واللعب والمشاركة في برامج التواصل
 الاجتماعي بوجه حقّ أو بغيره!
كلّ شيء بات صعبًا عليهم وغير مقبول.. ولديهم استعداد تام لكي يسيئوا لمن يخالفهم..!
سواء أم أو أب أو معلم أو معلمة...استوت عندهم المقامات فما عادوا يفرقون في تعاملهم بين من
هو في سنّهم أو أكبر منهم.. فأصبح التمادي والتطاول سمة من سمات أغلب جيل اليوم باسم
إبداء الرأي.. وخرق القوانين والأنظمة باسم الحرية !!
و يؤسفني القول أنّ مما أوصلهم لهذه المرحلة هي الأنظمة الجديدة التي أذابت كلّ حواجز الهيبة
والتقدير خصوصًا للمعلم إذ لم تعد هناك صلاحيات ذات معايير مقننة..!
بل حين سُحبت الصلاحيات لم يُوضع حتى بديلا تربويًا يكبح جماح هؤلاء الشباب الذين أصبحوا يقنعون
 من حولهم أنّ سبب تصرفاتهم السيئة هو أنّهم في سنّ المراهقة ! حتى صار المربون يعلقون
كلّ شيء على هذا السنّ وكأنّها مرحلة يجب أن تكتظ بالسلوكيات السيئة ويجب علينا
أن نتغاضى لأنّهم في هذا السنّ!
شيء يدعو للضحك حقًا !! لقد أصبحت المراهقة جواز مرور لكلّ الانتهاكات التي يقوم بها بعض أبنائنا!
ولا يوجد أيّ عقوبات إيجابية تدفع الطالب أو الطالبة لأنّ يعتذر أو يشعر بخطئه ، وإن وُجِدت حبرٌ على
ورق ! وإن طُبِقت تكون المساءلة من قبل المعنيين تجاه المدير أو المعلم بحجج واهية !!
وكأنّما هناك تواطؤ مخيف من قبل المجتمع لإفساد أبنائنا وبناتنا بالتدليل والترف المطلق والرحمة
والرفق الذين في غير موضعهما في أوقات كثيرة..!! وأنا هنا لا أدعو أن نكون جلاّدين نرفع عصا
القسوة والجبروت الذي لا مبرر له.. أو العقوبات التي من شأنها أن تحط من قيمتهم ...أو إذلالهم
أو مهانتهم أو حتى الانتقام منهم أو تأديبهم ..بقدر ما هي دعوة للتحرك لكسبهم وتوجيههم توجيهًا
إيجابيًا يرقى بهم نحو السلوك الراقي  الذي يخدم المجتمع في كافة مجالاته...
هي دعوة إلى  التوازن المنشود.. والحزم الذي يجمع بين اللين والشدّة ليكوّن خليطًا متجانسًا ينتج عنه
تربية صحيحة من قـِبَل من وُلِي أمانة الأنفس والعقول .. دعوة لأن نستظلّ جميعنا تحت مظلّة التربية
التي تبني مجتمعًا بأسره .. فنحن  ينقصنا الكثير والكثير من الوعي المدروس الذي يوضع له خطة
 على مدار السنة ويُتابع تطبيقه بشكل جيّد وفاعل لنحقق النتائج التي نسعى لها من جيل يساعدنا
على الرقي بالوطن والمجتمع بدلاً من أن يكون عبئًا يتحوّل لكارثة مع مرور الزمن ..


الكاتبة 

حنان الغامدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<