الجمعة، 12 سبتمبر 2014

✳ .. أنت تختلف معي ! .. ✳





لذا فربما الكلمات المسيئة والاتهامات لا تتوقف !

سيل من الصِدَامات ..ومعارك تنتهي بانتصارات وهمية لا حقيقة لها سوى النيل من الطرف الآخر دون سبب 

منطقي وربما توسّعت دائرة هذا العراك إلى الدخول لمنطقة القضاء ليكون الفيصل في معركة بدأت بعنصرية مقيتة !

هذا حال أغلبنا على شبكات التواصل الاجتماعي ! كلّ يوم تمتلئ أحداقنا  بالكثير من الأسئلة!

نترقب بصمت لا يعرف من الحديث سوى نظراتٍ حائرة..مؤلمة ! تتساءل مع نفسها وتجيب بطرفها!

 لكنّ سؤالاً واحدًا يجمعها هو : لماذا..؟!

لماذا كلّ هذه الفرقة ..؟! لماذا كلّ هذا العنف اللفظي الذي لا ينبع إلا من حقد دفين؟!

والإجابة واحدة : لأنّهم ينتمون لفكر أو مذهب أو دين يخالف الطرف المعتدي..!

فنجد أي شخص لايتوافق معك في أي مسألة يرشقك بلفظ ياوهابي ..ياسروري .. ياسني ..ياشيعي ..ياجامي ... 

والقائمة تطول ..! 

إنّ مصادرة عقيدة وفكر الطرف الآخر..واقع يسيطر على مجتمعنا ويكاد يفتك به..!

من أين جاء أبناؤنا بكلّ هذه الهمجية في التفكير وهذا الهجوم اللفظي الذي يعقبه حقد يترسب في القلوب؟!

ما هكذا علمنا إسلامنا ! ولا سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم!

فالقارئ للسيرة النبوية يكفيه أن يقف على مجاورة اليهودي له..أو وقوفه أثناء مرور جنازة وحين أُخبِر أنّها 

ليهودي أجاب عليه الصلاة والسلام : أو ليست نفس ؟! أو قصة موته ودرعه مرهونة عند يهودي!

وهل هناك أسوأ من اليهود في تعاملهم؟! ومع ذلك نجد الرسول عليه السلام  يضرب أرقى أنواع التعامل مع 

من نختلف معهم عقديًا..فكيف بمن نختلف معهم مذهبًا أو رأيًا؟!
  
وإذا تأملنا محيطنا نجد أنّ أبسط الحقوق بين بعضنا البعض أصبحت مهدورة..بتنا نتحدث عن حقوقنا كثيرًا 

لكننّا نجهل حقوق الطرف الآخر..مع أنّ المعادلة التي يقول قانونها: "اعرف حقوق الطرف الآخر تحصل على 

حقوقك بسهولة" بسيطة لا تكلّفنا إلا التطبيق فقط .

إنّ الحقوق التي نتحدث عنها تكاد تنعدم..فالكثير من السفهاء من أصحاب الأقلام والمثقفين وللأـسف أغلبهم 

على درجة من العلم الذي لم ينتفعوا به يعتلون منابر العلم  ليزيدوا من الفتن ويشعلوا الطائفية ويصادروا 

رأي من يختلف معهم شخصيًا بغض النظرعن منطق فكره..أو رؤيته الصحيحة
  
وبالنظر لوضعنا الراهن المليء بالتيارات والمذاهب المختلفة فإنّنا نحتاج أن ندرّس أبناءنا " فنّ الاختلاف " 

كمادة أساسية لجميع المراحل الدراسية..يتعلّمون فيها :
 
كيف أختلف معك دون أضطهدك أو أسيء إليك أو أسلبك حريتك ؟! 

كيف أختلف معك وأتعايش وأعيش بجوارك..؟!

 كيف أختلف معك دون أن تترك أثرًا للحقد في قلبي أو رغبة للانتقام منك يومًا ما ؟

كيف أختلف معك برقي ويبقى الحب ؟!

مادة يتعلّمون فيها معنى الاحترام الذي يسعى لإعطاء النفس البشرية حقها بغض النظرعن دينها وفكرها 

ومذهبها

الاحترام..تلك القيمة العظيمة ذات الشواهد الكثيرة في القرآن والسيرة النبوية والتي خلّفت لنا حضارات 

تعايشت مع بعضها واستمرّت قرونًا طويلة بهذا المفهوم الراقي..
  
مادة يكون شعارها أنت تختلف معي لكنّي أحترمك ! 


الكاتبة  

حنان الغامدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<