الأحد، 10 يناير 2016

... بنــــاء الــفــكــــــر ..! ...






         إنّ الاستنفار الذي حدث خلال الفصل الدراسي الأول بشأن تعزيز وتقوية الفكر وبناء 
حصانة ضدّ المغرضين الذين يبثون فكرهم الضّال تجاه أبنائنا كان عبارة عن فوضى ..
 وبكلّ أسف أقول أنّها لم تسفر سوى عن جهد تبعثر وتفرّق دون أن نشعر أننا أنجزنا ..

      فالبرامج التي انهالت من جهات مختلفة فجأة وفي وقت واحد تؤكد التخطيط السيء الذي 
وقعت فيه الجهات المعنية بالأمر .. فهي كلّها تصب في معين واحد .. وكلّ جهة تريد من 
برنامجها أن يطبّق بحذافيره مع الشواهد والوثائق .. وممّا زاد الأمر سوءًا أنّ هذه البرامج 
لابد أن تتم خلال شهر أو شهرين أو ثلاثة .. وكأنّ الفكر سيثمر ونحقق حصانة خلال هذه
الفترة القصيرة جدًا
أن يكون الهدف صناعة فكر آمن نرى مخرجاته بعد سنوات يختلف تمامًا عن أننا قمنا ببرامج 
لصناعة فكرآمن وهاهي لقد قمنا بواجبنا ..!! لكن هل قمنا به كما يجب ..؟! بالطبع الفيصل
 في المخرجات هو الذي سيحدد ما إذا كان البرنامج ناجحًا آتى ثماره أم لا  ..؟!

       وللأسف أغلب برامج بناء الفكر والتي تشرف عليها الوزارة هي برامج لا تخضع لآلية
مقننة بل تشعر أنّ من وضعها ليس في الميدان .. فهو يبدو بعيدًا عن ميدان العمل التربوي
التعليمي .. بل عن المعلمين الذين هم وسط الميدان ..!! وكأنّ هذه الأنشطة أو البرامج ترسلها
لنادٍ وليس لمؤسسة تربوية تعليمية  لديها برامجها وحصصها ومشاريعها والوقت مقسّم بينها
كلها .. بل كأنّ الطالب ليس لديه مواد أو اختبارات أو أنشطة مرتبط بها  !
أضف إلى ذلك أنا نحتاج لمتخصصين لتنفيذها وليس المعلّم !! لأنّه ليس كلّ معلم قادر على
العطاء بشكل يتوافق مع محاور البرنامج .. حقيقة يجب أن يستوعبها القائمون على الأنشطة
والبرامج .. فهناك برامج رائعة لكن الآلية ضعيفة أووقتها غير مناسب أو برنامج يحتاج
لوقت طويل لكن المدّة المقررة له قـصيرة جدًا ..أو الأشخاص الذين ترسل لهم هذه الأنشطة 
غير مؤهلين لمثل هذه البرامج ..!

        إنّ قضيّة الفكر وبنائه تحتاجان لرؤية عميقة وخطّة طويلة المدى البعيد .. يضعها 
متخصصون يراعون فيها التدرّج والذكاء والمهارة التي يجب أن تتوفر في البرامج القويّة 
لتكون تلقائية بعيدة عن التكلّف والملل .. وليس خطّة قصيرة المدى ترافق الحدث وتنتهي 
معه .. وهذه هي مشكلة برامجنا أنّها تعمل وفق الأحداث فإذا انتهى الحدث انتهت معه !

        حاليًا واقع التعليم يحتاج إلى وقفة جبّارة من جميع المفكرين والتربويين فحين تُوضع
الخطط يجب أن يكون هناك شراكة لمن هم في الميدان ..لأنّهم أدرى به من غيرهم ..
 بالإضافة إلى أننا نحتاج أن يلتفت المعنيون بأمر الأنشطة والتوعية إلى نقطة مهمّة وهي 
أنّ العبرة ليست بكمّ الأنشطة بل بالكيفية التي تُؤدى بها هذه البرامج فربما برنامج واحد 
بخطة طويلة المدى تؤتي ثمارها أفضل من الكثير من الأنشطة التي يعيق نجاحها  العشوائية 
والتخبط في الأداء ..

                                                          الكاتبة 

                                                      حنان الغامدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<