الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

... أمّهات تحت طائلة المساءلة ...!!





أشعـر بأنّ قيمنا تتزعـزع تحت وطأة أمّهات مستهترات .. لسن حديثات عهد بالأمومة
ولكن حبّ الشهرة أعماهنّ فنجدهنّ يصوّرن بناتهنّ وهنّ يرقصن ويقمن بنشرها على
وسائل التواصل الاجتماعي  دون أدنى مسؤولية ..!!
والسؤال الذي يراودني كثيرًا : كيف سيكون حال هذه الابنة حينما تكبر ..؟!
وحينما أتعمق في هذا السؤال أجدني أفكر في تطلعاتها .. فكرها .. اهتماماتها .. أهدافها ..
طموحاتها ..!!
والذي أخشاه هو أن يكون محور حياتها كلّه الشهرة .. والتوجّهات الأخرى التي تتبعها ..!!
وبالطبع الباب الذي فتحته الأم بقصد أو بدون قصد لن يُوصد بسهولة .. فهي ليست مرحلة
يمكن أن تنتهي وكأنّ شيئًا لم يكن .. فتلك الفتاة الصغيرة التي اعتادت أن تقف أمام آلة
 التصوير وتتحدث بكلّ جرأة وتغني وترقص ولها جمهورها الذي يصفـق لها تحت سمع
 وبصر ودعم الأمّ .. لن يكون من الصعب عليها أن تناضل من أجل ما اعتادت عليه ..
 لقد غاب عن الأمّ أنّ ابنتها لن تبقى طفلة طوال حياتها  بل ستكبر ويصبح حلمها وهاجسها
 الذي تبني حياتها عليه .. بل لن تعنيها نصائح أمها .. فجيل اليوم جيل له طريقته في
 التعبير عن رأيه أو تمرّده  ..
إذن ما الذي اختلف لتعيش الابنة هذا التناقض ..؟!
قد تقول إحداهنّ إنّها بلغـت سنّ التكليف ..!! ولكنّ الخطأ خطأ أيّتها الأم الفاضلة .. والمبدأ
لا يتجزأ تحت أي ذريعة أو حجة ..
المشكلة هنا أنّ القضية لا تخصّ الأمّ وحدها .. بل تخصّ تلك الفتاة أيضًا ..  وإذا انطلقنا
إلى المجتمع المحافظ  نجده انطلق بطريقة شرهة نحو وسائل الإعلام الجديد .. بلا توازن ..
بلا وعي .. وبلا تفكير .. وما كان مبدأ وخطًّا أحمر أصبح عاديًا ومألوفًا .. بل هو دلالة
على التحضر والانفتاح ..!! 
وبغضّ النّظـر عمّا يحيط بنا مؤثرات فإنّ المرأة لها نصيب الأسد في التأثير إيجابًا
أو سلبًا ..سواء كانت أمًّا وأختًا ومعلمة ومديرة .. لكن الأمّ بالذات هي حجر الأساس في
 كلّ بيت .. ويفترض أن يكون لها مكانتها وهيبتها في قلوب أبنائها .. هي القدوة الأولى
وأيّ تصرف تقوم به الأم يكسر احترامها ويقلل من مكانتها يحسب ضدّها مهما كانت
ظروفها .. ويضعها تحت طائلة عدم التأثير والمساءلة مهما حاولت .. وأنا هنا لا أقول بأنّها
لا يجب أن تخطئ .. فنحن بشر نخطئ ونصيب .. ولكن حتى الأخطاء درجات .. فهناك شرّ
أهون من شرّ ..
 فالأمّ هي الأمّ .. وهي تمثـّل المجتمع كله .. لذا إذا رأينا مجتمعًا يتحلى بالفضيلة والرقي
والمسؤولية ويعتزّ بفكره وهويته ويسعى لبناء الوطن فهذا يعني أنّ هناك نساء عظيمات
رائدات يتمتعن بالقدر الكافي من الحنكة والإدارة الجيدة الحكيمة والنضج الكافي والوعي
 التربوي الذي يدفعها للنهضة بالمجتمع من خلال أبنائها ..
والفرق واضح جدًا إذا ما عقدنا  مقارنة بين حال الأسر قديمًا وحديثًا من حيث توجه الجيل  ..
فقديمًا كنا نرى الأسرة تهدي المجتمع طبيبًا .. أو معلمًا .. أو مهندسًا .. أو عالمًا ..
أما اليوم فأخاف أن يكون في  كلّ أسرة مغنٍ .. أو ممثل .. أو راقص .. وكأنّه شيء
 أساسي ..!
ما أرجوه من كلّ أم ترغب بالشهرة على حساب ابنتها البريئة وحصد أكبر عدد من 
المتابعين أن تتوقف عن ذلك لأنّها ستحصد ألمًا وقلقًا وربما خرابًا مستقبليًا ..!!


                                                              الكاتبة 

                                                      حنان سعيد الغامدي


هناك تعليقان (2):

  1. أتفق معك في كلامك هذا استغلال بشع للطفولة تصوير الأطفال في صور فتوغرافية يحاكون بها تصرفات الكبار بحجة كونها صور رومانسية كثرة المكياج و تعليم الأطفال على التصنع والاهتمام بالشهرة لا خصوصية للطفل ولا مجال لبناء شخصيته وعقله تعويد له على حب المظاهر و الاهتمام بآراء الجمهور استغرب ممن يستعمل أطفاله بهذه الطريقة وهذا لا يختلف عن الزج بهم في متاهات الإهمال وشتى صور إساءة التربية الأخرى المبالغة صارت مقززة وافقدت الكثير من الأطفال براءتهم

    ردحذف
  2. أشكرك ميم على رقي تفاعلك .. وكلماتك القوية التي هي فعلاً تجسد حال الكثيرات من أمهات اليوم ..

    ردحذف

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<