الجمعة، 24 ديسمبر 2010

الأم الـصـديقـة ..!!


تمّ نشر هذا المقــال في جريدة المدينة يتاريخ : 18 / 1 / 1432 هــ - 24 / 12 / 2010 م



الأمّ الـصــديقــة ....!!!





هي حديث المجتمع الآن ... فيجب أن تكون الأم صديقة ابنتها ...فهذا ما تدعو إليه التربية


الحديثة في الوقت الراهـن ... !!!


فالفتاة قد تمازح أمها بضربها على كتفها .!!! ...وقد تناديها باسمها بحجة أنه أمر عادي ...!!!


أليست صديقتها ...؟!! فالنماذج التي نراها من الأجيال القادمة من بناتنا تحتاج إلى وقفة ...


إذ أني كثيرًا ما أتساءل ... من الأمّ الصديقة ..؟!!


أهي الأمّ التي تجاري ابنتها في كلّ شيء ...؟!


أم هي التي تخبرها ابنتها عن كلّ شيء بدون خوف مدعمة نفسها بالجرأة شاهرة بطاقة


المراهقة كجواز مرور لكلّ أفعالها غير المستساغة ...؟!


أم هي التي تعطي ابنتها الثقة العمياء أو كلّ الصلاحيات ...؟!


بحجة أنها لن تحرمها من شيء وأنها ترغب في أن تكون صديقتها ...


أم هي التي تمازحها ابنتها كما لو كانت تمازح صديقتها التي في سنها ؟!! ويالها من صداقة ..!!!


إذ بالرغم من هذه الصداقة إلا أنّ الأمّ تعلم أنّ ابنتها خذلتها حين تكتـشــف بأنها :


** مقصرة في دراستها ...


** استخدمت ثقتها في أمور خاطئة ...


** تلاعبت بها واستغفلتها من أجل أغراض أخرى ...


وفي النهاية تتجرع الأمّ الآلام والجراح من هول الصدمة .. فهي لم تقصـّر مع ابنتها في شيء


فلماذا تقابلها ابنتها بكلّ هذا العقوق ..؟!!


أيتها الأمّ الصديقة ...


لن تكوني أمـًا صديقة ... أو أمـًا حقيقية إذا لبست ثوب الصداقة مع ابنتك وهي في سنّ


الابتدائية أو المتوسطة ... لأنّ هذا السنّ لا يصلح أن تكوني فيه صديقة لابنتك بقدر ما تكوني


أمّـًا متزنة لأنك بذلك تنفين حاجز الرهبة والتوجيه والخوف منك الذي يدفعها لاحترامك


حتى لو لم يعجبها ما طرحـتِهِ عليها ...


ولذلك أغلب التفلــّت الذي نراه من بناتنا هو من المفهوم الخاطئ للصداقة مع الأمّ ...


فالأمّ بعاطفتها تريد أن تمنح ابنتها السعادة ... ولكنـّها لا تدرك أنها بذلك تهديها الشقاء ...


لأنّ ابنتها ما تزال صغيرة على هذا المفهوم ...


فتفقد الأمّ الاحترام ...بل لا تدرك الفتاة سلوكياتها وتصرفاتها .. فما تفعله مع الأمّ ... تفعله


مع الجدة ... مع المعلمة ... مع من تقابلهم خارج أسوار المنزل ... وبالتالي ينظر لها


الناس بأنها فتاة شاذة في سلوكها ... التي ترى هي أنه أمر عادي وتسايرها عليه أمها ...

أيتها الأمّ الصديقة ...


ابنتك تريد ... وتريد ... وتريد ... ولكن ما مدى إرادتك أنت ..؟!!أنتِ أيضـًا تريدين ...


فالتأسيس الحقيقي للتربية ..يكون بالحزم مع اللين ...بالحوار الراقي ...


فالأم هي الأمّ ... يظـلّ لها الاحترام والتقدير ...


مهما بلغت صداقتها مع ابنتها ...


فإذا ما كبرت الفتاة وتأسست على احترام الكبير ... وعرفت أنّ هناك رادع لها ...


وأنه ليس كلّ ما تحبه تحصل عليه ... عندهــا ...




الكاتبة


حنان الغامدي



أهلا بالأمّ الصديقة ....: )

هناك 5 تعليقات:

  1. نعم عزيزتي فالأم هي الأم لامجال لغير الاحترام والتقدير والانصات وبنفس الوقت هي القلب الحنون المشغول بالابناء طوال الوقت وما نراه هذة الايام من بعض الامهات اللاتي ارى انهن لايفهمن معنى الأم الحق فهي تجاري ابنتها في كل شيء وتعطيها مجال للتطاول او حتى تستمع منها لبعض الكلمات التي لاتليق ان تقال امام الأم والعذر الوحيد هو اني انا وبنتي اصدقاء وهي لاتدري حقا معنى الصداقة مع الابناء ان امهاتنا لا يملكون ذلك القدر الكافي من التعليم ولكنهن يملكون المبدأ والحكمة والراي السديد والشخصية المتزنة الشدة والين ومازلت ارى ان امهاتنا صديقات صادقات وافضل الف مرة من امهات اليوم الصديقات الغريبات فمن كثر صداقتها لابنتها تعمل ابنتها ماتريد دون حسيب او رقيب وانا ارى ان الام هي الام ولامجال للتفريط في اي جانب مع الكثيرمن الالمام بعناصر الحياة والمجتمع المتغير وكل الشكر على طرحك المميز للكثير من القيم الاخلاقية والتربوية الاجتماعية بشكل راقي ومنظم
    مع حبي واحترامي
    أ. علوة القرني

    ردحذف
  2. حقيقة عطرت مدونتي يا عزيزتي ...

    كم سعدتُ حقــًا بانضمامك إلينا ...

    وسعدتُ أكثر لأنّك شخص سيضيف لمدونتي الكثير ...

    كلماتك رااائعــة ...

    وأشكرك من أعماااق قلبي ...

    ودمـــت بـــــــــــــــــــــودّ ...

    :) :) :)

    ردحذف
  3. عزيزتي حنان , أعجبني كثيرا تفتيقك لموضوع لم تدوسي أرضه ولم تعيشي لحظاته وتفاصيله الصغيرة وأنت ما زلت صغيرة على عمر الأم التي تشتتها الحيرة بين أن تكون صديقة وأم في ذات الوقت ! نعم يبدو لي أنك لماحة شديدة اليقظة لفهم المشاعر والعلاقات , أحييك وأتمنى أن نقف على أرض صلبة ثابتة نمد من فوقها أيدينا لمساعدة بناتنا الحبيبات لتجاوز الخطر والوصول إلى بر الأمان .

    ردحذف
  4. ............................


    شكرًا لك من الأعماق أستاذة ...

    رفعة الغامدي ..

    وسعيدة ومسرورة بتشريفك وزيارتك لمدونتي ...

    وإضفاء جو من النقاش والحوار الراقي

    الذي يتمثل في شخصكم ....

    وبالطبع نحن معكم ويدنا بيدكم لنرتقي

    بهذا الجيل الذي تتناوشه الأفكــار

    والمغريات ....

    ودمت بــــــــ: )ـــــــودّ

    ردحذف

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<