الخميس، 16 يونيو 2011

مابال أنثانا ...؟!







تمّ نشر هذا المقال في جريدة المدينة بتاريخ : 10/ 7 / 1432 هـ الموافق :12 / يونيو 2011 م



ما بال أنْـثـَانــا ...؟!!







ما بال أنثانا ...أغمضت عينيها عن رؤية الحقائق ...؟!!

وأصمّت أذنيها عن سماع الناصحين لها الخائفين عليها ..؟!!

هل تريد المرأة عندنا أن تتخلى عن تاج أنوثتها ...؟!! وسرّ جمالها وروعة تميزها ...

هذه المرأة التي لطالما أبهرتنا بإبداعاتها ... فتاريخنا الإسلامي يشهد لها بذلك وبكلّ قوة ...

فتقريبـًا نستطيع أن نقول بأنها هي من صنعت التاريخ من خلال غراسها الذي أودعته

داخل رجال سطروا أمجادًا مازالت أوربا وأمريكا تحتفي بهم من خلال تدريسها لكتبهم وابتكاراتهم وعلومهم ....

شيء يدعو للفخر ...ولكن يبدو أنّ أنثانا ما عاد يطربها ويسعدها أن تكون صانعة الحدث والتاريخ ...

بل ربما تريد أن تكون محور الحديث بدلا من الحدث ... فأراها اليوم يسعدها الفتات بدلا من الوليمة ...

يسعدها أن تبدأ من حيث بدأ الآخرون ... فنراها تريد أن تجرب ما جربته المرأة الغربية أو المرأة الخليجية ...

وهي تعلم تمامـًا ما تؤول إليه هذه التجربة التي تعاني منها نساء الغرب والخليج ... وأعني بذلك ...

قيادة السيارة ...

أصبح هاجسا مسهّدًا لها ... فهي تريد على حدّ تعبيرها أن تلحق بالركب ... مع أن الركب هو الذي لابد

أن يلحق بها ,,, لأنها هي التي تسير على الدرب الصحيح ... تريد الحرية التي لم تصنعها هي ... بل

صنعها لها أذيال فولتير وكارل ماركس ... من حثالة الفكــر المستعمــر ... فأعداؤنا لم ينجحوا باستعمار

بلادنا ولله الحمد كما فعلوا بالبلدان التي حولنا ...
ولكنهم نجحوا باستعمار عقول بعض من أبنائنا الذين قدموا

عقولهم بملء إراداتهم ليضع الغرب فيها تجاربهم الفاشلة .. بحجة التطوير والتقدم الذي هو في حقيقته تدمير

وتخلف عن الركب ..فالشخص الذي لا يعتز بمبادئه وفكره و لا يحترم عقيدته شخص لا تنظر إليه

الشعوب المتقدمة لأنه ببساطة تخلى عن هويته ... فكيف يحترمونه ويقدمون له ما يرقى به ...؟!!

يا أنثانا الغالية ...

كم يؤسفني أنكِ بنفسك ترفعين الشعارات الزائفة والتي تسمينها أحلامًا ... فجلّ همك من التقدّم هو قيادة

السيارة ... ورمي حجابك الذي هو أمر إلهي وليس نظام دولة حتى تطالبين بتغييره ...

تتحدثين في المجالس عن الحرية الوهمية التي يصورها الإعلام بفتاة تسير منطلقة على الشواطئ ...

بفتاة تنافس الرجل من أجل الحصول على السيارة وقيادتها بمهارة تفوق مهارة الرجل ... أليست رشيقة ..؟!!

فرشاقتها وجمالها يجعلانها تقود السيارة بمهارة ....!!!!! أليست جريئة ...؟!! فجرأتها تجعلها مصنفة من

ضمن المغامِرات ذوات الشخصية الجذابة ...!!!!

هكذا يصور لنا الإعلام حرية المرأة التي هي في الحقيقة التجارة بالمرأة واعتبارها سلعة ....

يا للسخرية ... !!!! تناقشين بحرارة حقوقك ... ولست أدري ما هي حقوقك ... ؟!! فكلها تصب في السائق

والخادمة ... والترفيه ..!!! عجبي ...!!! كلّ هذا لهفة من أجل الارتماء خلف مقود السيارة .... لهفة من أجل

إرضاء النفس الجامحة التي لا تشبع ...!!!

أنا لست ضدّ بنات جنسي ... فأنا أعلم كم تعاني بعض النساء ... ولكنّ هذا ليس مبررًا لكي تقود السيارة ... !!!

وتعيد السيناريو نفسه التي مرت به المرأة في الغرب أو في بعض بلدان الخليج ... فالمساوئ أعظم من المنفعة ..

يا أنثانا العزيزة ...

والتي نرى فيك ... الأم ... والزوجـة .. والأخت ...والفتاة التي ننشدها في المستقبل لتأخذ أحد هذه الأدوار المهمة

أما آن لك أن تتنبهي لما يحاك و يدار من حولك ...؟!!!

أما آن لك أن تقرئي التاريخ لتعرفي لماذا يصرّ بعض الحاسدين الحاقدين أن تقودي السيارة ... ؟!!

يا أنثانا ...

أنت مميزة ... ولا يناسبك إلا رداء الطهر والعفاف والحياء ... فلا تسمحي لأعدائنا أن ينزعوه ...




الكاتبة

حنان الغامدي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<