الجمعة، 2 ديسمبر 2011

نـظــرة بين عـاميـن ..!!


تمّ نشر هذا المقال في جريدة المدينة بتاريخ : 12 / 1 / 1433 هـ _ 7 / 12 / 2011 م


نظرة ... بين عامين ...!!



لست أدري أيّ هواجس تطــلّ علي بعد رحيلك أيها العام 1432 هـ .. أهو الفرح بانقضاء عام

عاصف ...؟!!أم هو الألم بانقضاء سنة من أعمارنا ... ؟!!أم هو الأمل ببداية مشرقة ... ؟!!

هواجس وأفكار انتابتني ..لا أدري كيف أصفها ..؟!! فاليوم الأخير منك أيها العام كان كرجل عجوز

يحاول السير بسرعة لتنقضي ساعاته دون حدوث كارثة جديدة ...!! هكذا كان شعوري وإحساسي

تجاهك أيها العـ1432ـام فقلبي يقول لك بقوة ... ارحل دون عودة ...

فأيامك كانت ذات طابع شتوي وخريفي ... بالرغم من أنّ بعضهم يراه ربيعي ... ولكن الأكيد هو أنّ

ساحات أيامك امتلأت دمـاءً ... امتلأت آلامـًا ... وشعورًا رهيبـًا بالغربة الإسلامية أكثر من ذي قبل ...!!

مع أننا كنا نأمل بعام مختلف ... وقد حدث .. لقد دخلـَتْ أيامك التاريخ من أوسع أبوابه ... سواء على مستوى

السياسة .. أو على مستوى الأحداث الاجتماعية...والاقتصادية ... حتى خِلْتُ أنّ مجلدات العالم لن تكفي

لتسطـّر أحداثك ... ومع ذلك بالرغم من المآسي والأحزان الممزوجة بقليل من أيام الصفاء واستجداء الأمل

في أحضانك ... تظلّ عامـًا أخف من وطأة أعوام مرّت على الأمة الإسلامية

في سابق عهدها ... وهذه حقيقة سطرها التاريخ لا تخفى على كلّ مثقف يجد في تاريخه مستقبل حاضره ...

وليس فيما ذكرته مواساة لك أيّها العام الراحل ... بل هو مواساة لنفسي التي أشفقت عليها من أن ترى اليأس

يحاول أن يكون بديلا عن الأمل ...!!! وأي حياة ترى فيها الألم في كلّ مكان يحيط بنا ... وكأنّ الألم لا يرى

سوانا فريسة ينهش في جسد وحدتنا حتى باتت أشلاء متناثرة ليس تشاؤمـًا ولكنها نظرة متعب يريد حلا ... !!!

أيّها العام الراحل ...

ارحل فلن أستوقفك ... ولن أقلـّب صفحاتك ...إلا من أجل أن أعاتب نفسي على أيام كان التقصير وعدم

الإنجاز فيها حليفي ... إلا من أجل أن أستفيد من تجاربي ...

أما أنت العام الوليد ..1433 هـ فأرجو من الله أن تكون أفضل من سابقيك ...

وأن تكون عـــام أمـــل تشرق فيه انتصارات الأمة الإسلامية في كلّ الميادين ...

وعلى مختلف الجبهات ... أقبل أيّها العام الجديد .. إقبال الربيع بعد الشتاء ...

ودعنا نتذوق فيك طعم الهدوء بعد العاصفة ... دعنا نرى في صفحاتك أيامـًا خالية من اللون الأحمر ..

خالية من الفقر والألم والحزن .... دعنا نرى المحبة والودّ ترفرف بين جوانح قلوبنا ...

دعنا نقفل صفحاتك ونحن نبتسم .. نريد أن نرى أيامك في كلّ عام جديد يولد ...




الكاتبة

حنان الغامدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<