الخميس، 27 ديسمبر 2012

▣ .. ســــيـّدة الـبيـت ...!! .. ▣





تم نشر هذا المقال في صحيفة المدينة بتاريخ : 14 / 2 / 1434 هـ - 27 / 12 / 2012 م







حين نطلق كلمة سيّدة يرتبط بأذهاننا سيدات المجتمع الراقي ..أو سّيدات الأعمال..مع أنّ كلّ امرأة في العالم هي

سيّدة..وليس الحديث عن سيّدات المجتمع يشدّني بقدر رغبتي الشديدة في التنويه عن فئة نُسِيَت في ظلّ زحمة

 حياتنا ذات الإيقاع السريع والمناداة بحقوق المرأة والحرية المغلوطة..!! فهذه الفئة بقدر ما هي مهمّة بقدر

ما هي مظلومة بالرغم من الألقاب البرّاقة التي أُعـطِـيَت لها ولكن بلا تفعيل..

 وإذا جئنا لبداية الحكاية نجد أنّه في زمن مضى ظهرت فئة من الفتيات يخجلن من أمهاتهنّ..ليصل الأمر بهنّ

إلى عدم إخبار أمهاتهنّ عن لقاء الأمهات الذي يُعقد في المدرسة..السبب هي أنّ أمها ليست معلمة أو طبيبة

أو ذات منصب في المجتمع ..!! لا أعرف الأسباب التي دفعت بعضهن لمناداة أمهاتهنّ بجدتي أمام صديقاتهنّ..

أو التنصل من لقائها نهائيـًا في مكان تتواجد فيه صديقاتها !! مع أنّ أمها تتقلد أعظم منصب في العالم..!!

منصب يخرّج كلّ المهن التي تسعى إليها الفتيات  من معلمة أو طبيبة أو سيّدة أعمال..أو مصمّمة..إنّها تتقلد 

منصب التربية هذا الفنار العالي والمنارة العظيمة التي تنير الطريق للسفن التائهة..ولكن لا أحد يدرك قيمة 

هذا الفنار.. تمرّ الأيام وتتعقد الحكاية حيث باتت بناتنا من صغيرات يدرسن أو كبيرات يعملن  يأنفن من 

ربّة البيت وربما خجلت إحداهنّ في أحايين كثيرة أن تكتب في خانة الوظيفة أنّها ربة بيت..فهي تفضل أن تكتب 

عاطلة على أن تكتب ربة منزل !!

        ولو جئنا للمفارقة العجيبة نجد أنّ سيدة البيت هي الوظيفة الأساسية التي خُلِقت من أجلها المرأة.. خُلـِقت

لتدير بيتها وتهيئه من أجل أن تنشئ أجيالا يرقون بالأمة_وأشير هنا لكلمة إدارة وليس خادمة _ فهي نور 

المجتمع وشريانه الأساسي وقلب الأسرة النابض..ولا أقلل من دور المرأة العاملة فأنا عاملة..ولكني أتحدث عن 

المرأة غير العاملة الزوجة والأم التي من شأنها أن تبني وتعطي بلا حدود..وتضع الأساس والخطوط العريضة 

لبناء عقل وفكر أبناء المجتمع ..

فنجد فيها التفاني والإخلاص..والتضحية بوقتها وشبابها وقوّتها وربما تخلّت عن أحلامها من أجل حياتها الطاهرة

 النقية.. فهي سيّدة..وأي سيّدة ؟! بالرغم أحيانـًا من محدودية ثقافتها أو تعليمها أو بساطة فكرها ولكنها عظيمة 

بعظم تجارب الحياة التي علمتها وصقلتها..تحكم وتأمر وتنهى وتفرض سيطرتها على مملكتها الصغيرة فهي الملكة 

فيه بغض النظر عن حياتها الخاصة من سعادة أو تعاسة فنراها  تحاول جاهدة بكل ما تستطيع أن تخلق جوًا من 

الأمن والاستقرار حتى وإن ناوشها الرجل وحاول كسر قلبها وهشّم عواطفها..تظلّ صامدة تنهض من وسط ركام 

الأحزان رغم كلّ الآلام والمآسي التي تعيشها في سبيل أبنائها وتنشئتهم وتعليمهم..فالدور الذي تقوم به تنوء بحمله

 الجبال.. إذ أنّه ليس سهلا فهوعلى كلّ الجبهات وفي كلّ المجالات..

          فألا تستحق بعد كلّ هذا ؛ التكريم والإجلال والتقدير..؟! ألا تستحق كل سيّدة بيت أمينة أن يُنقش 

اسمها على ميدان خاص تنظر إليه العيون بفخر..وتشرئب له أعناق الفتيات بإعجاب وطموح لترى اسمها 

يتبوأ مكانًا في هذا الميدان..؟!  أما آن لكل فتاة أن تطرد نظرة الاحتقار لربة البيت..وتنظر لها بسمو كسيّدة  

عظيمة من سيّدات المجتمع التي لها دور بارز في خدمة المجتمع..؟! لأنهّا ببساطة هي من تشرف على 

جميع الأدوار التي تتقلدها بقية النساء.. إنّها دعوة عامة لجميع فئات المجتمع لنحيي أعظم سيّدة في العالم..

فتحية لكلّ سيّدة بيت تعي دورها ومكانتها جيدًا..


الكاتبة 

حنان الغامدي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<