الاثنين، 3 أغسطس 2015

♨ ..خـــــــط ٌ أحـــــمــــــــــــــر ...!! ♨


تم نشر هذا المقال في صحيفة المدينة بتاريخ : 18 / 10 / 1436 هـ - 3 / أغسطس 2015 م 




حربٌ بدأ بها كبارنا من بعض الكتّاب وبعض من يسمّون أنفسهم بالباحثين والمفكرين..
ثم تجرأ صغارنا.. الجيل الذي لا يحب القراءة !! والذي يردد ما يردده الإعلام وبعض 
الكتّاب الذين لاهمّ لهم سوى سنّ أقلامهم و تغريداتهم ضدّ رموزنا..
صغارٌ لم يقرؤوا التاريخ.. بل ويتساءلون دومًا لماذا ندرس التاريخ؟! وفي أحيان أخرى
 يصرّحون بكرههم للتاريخ..! ثم يأتون ليتحدّثوا بالسوء في المجالس أثناء حواراتهم
عن قوم وهبوا أنفسهم وأموالهم لنصرته صلى الله عليه وسلم.. تطيش ألسنتهم على
من رقدوا تحت الثرى من قرون مضت وبذلواالنفيس من أجل نصرة الإسلام!
ينقدون بحجة أن أولئك العظماء بشر ليسوا معصومين من الخطأ !! وباسم حرية الرأي..! 
كلّ شيء بات من حق من حقوقهم ..
يتبجّحون عن أولئك العظماء وهم يخجلون من نقد بعضهم البعض..! بل ويحرصون 
على المجاملة فيما بينهم حتى لا تغضب شواربهم ..وملامح بعضهن !
عجبًا لهذا الجيل الذي يرى من حقّه انتقاد جيل الصحابة.. الرعيل الأول الذي كافح 
وناضل مع أشرف الخلق ليؤسس حضارة امتدّت حتى هذا العصر!!
علام اعتمد هذا الجيل لينقد ويتصدر المجالس ويتجرأ ويخطّئ تلك المدرسة العريقة 
والجامعة الأصيلة التي كان المعلم فيها سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل
السلام؟! أتراهم اعتمدوا على  كتب الدراسة ؟! أراهن بأنّهم لا يتذكرون إلا ما يخصّ 
الامتحان..! أم هم شغوفون بالاطلاع على أمهات الكتب التي تحدثت عن سِيَرهم ؟!
وحتى هذه أيضًا مع الأسف أجزم بأنّهم ما إن يروا حجمها حتى تتسع أعينهم تعجبًا
ولسان حالهم يقول من يقرأ تلك الكتب..؟ أو حتى يفكر..؟!
كيف وصلنا لهذا المنحدر المخيف والمرعب..؟!
بل كيف يقدح أبناؤنا وبعض كتّابنا ومؤرخينا فيمن ترضّى عنهم الله عزّ وجل في كتابه 
الكريم(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُـوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ
 اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ
 الْعَظِيمُ)
هذا كلام الله في أولئك الأفاضل بعيدًا عن المغرضين .. بعيدًا عن غزاة التاريخ الذين 
يحاولون تشويه رموزنا فكيف بنا نتجرأ بعد هذه الآية وآيات أخرى كثيرة لا يتسع 
المقال لذكرها ؟!!
من نحن حتى نأتي لننقد ونبدي رأينا باسم الحرية المشوّهة؟! والديمقراطية السائبة 
والتي ما ترك مهزوزوا الثقة بتاريخهم وفكرهم فرصة باسمهما  حتى استعدوا على
من رأوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وجالسوه وتربوا على يديه..!
فهلا ّكف الجهلاء الألسنة والأقلام عنهم ؟! وتعقّـلوا.. وتركوا تبني الآراء والتبعية 
العمياء وأخذ ما يوافق هواهم..؟! ثم متى يكون هناك من العلماء الأفاضل من يعيد 
الحديث عن سير رموزنا وأبطالنا وتاريخنا وعلمائنا بتوازن .. بدراسة حقيقية تحليلية 
بلا غـلو.. ولا سطحية.. وتهميش..وانتقاء..؟!
فلستُ ضد البحث والتحليل شريطة أن يستند على علم صادق ينطلق من كتاب الله وسنة 
رسوله الكريم يجب أن نأخذ بيد جيلنا التائه وسط مغالطات بعض القنوات وممّن يدّعي 
العـلم.. يجب أن يعرف الجميع كبيرًا كان أو صغيرًا أنّ رموزنا وتاريخنا خط أحمر لا يجب 
تجاوزه تحت أي ظرف أوهوى أو تعصّب أو كره أو طائفية أوعنصرية .. خط أحمر كتلك
الخطوط الحمراء التي نضعها لمن حولنا إذا ما تعلّق الأمر بعائلاتنا وذواتنا ..!
         
  
الكاتبة
                        
 حنان الغامدي

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<