الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

♨ ... إلى معالي وزير التعليم ... ♨



                                              حليف التعليم القاتل ..!





       ** أرجو قراءة المقال بعناية من أول سطر حتى آخر حرف ..

       وتجتمع الأسرة بأبنائها نهاية الأسبوع أو في المناسبات أو لأي أمر 
آخر .. قد يتجاوز عدد الأبناء العشرة ما بين صبيان وإناث ومع ذلك يكون
 يومًا عاصفًا معهم لكثرة المشاجرات أو التحزبات الصغيرة التي تحدث بينهم 
أو أي أمر آخر .. ففي نهاية اليوم نجد الأمهات مرهقات ومتعبات بسبب البكاء 
أو الصراخ ..أو فكّ النزاعات التي تحدث بينهم ..

      تخيّل معي يا معالي الوزير أنّ هذا المجتمع الصغير توسّع ونزل بكل وزنه 
وثقله ليكون في المدارس .. حجم المشاجرات والاختلافات والنزاعات بين
 الذكور والإناث كيف تتخيلها ..؟!
إذا كان الذكور لوحدهم مشاكلهم كثيرة .. و الإناث نفس الشيء ..!

     هل تخيّلت ..؟! 

     حسنًا ، مؤكد لا يوجد مجتمع أو بيئة خالية من المشاجرات أو المشكلات
 سواء الصغيرة أو الكبيرة .. ولكن أن نجمع خصائص مختلفة دون تأهيل 
ودون حق اختيار فهذه مشكلة تضاف للمشاكل الأخرى التي قد نواجهها ..
إذ تقول إحداهنّ بأنها تفاجأت حين دخلت مع ابنتها للمدرسة حيث وجدت
الأولاد من الذكور في ساحة المدرسة .. لم يتم إخبارها بالأمر ولو برسالة
أو بوقت كافِ .. وغيرها كثيرات ..!

    أنا لن أتحدّث في مقالتي هذه عن الإيجابيات أو السلبيات أو مشاكل الدمج 
فهذه لن تكفيها مقالة صغيرة كهذه ..أحتاج قبل أن أكتب عنها جمع معلومات 
كافية وقراءة موسعة .. 

 ما سأتحدث عنه هو السؤال الذي تبادر إلى ذهني حين سمعت مواقف 
ومشاعر ورغبات أولياء أمور بعد هذا القرار وغيرها من القرارات كقرار
 تعميم نظام المقرارت..

     أليس من حق الأسرة أن تختار الطريقة التي تناسبها وتناسب بيئتها..؟
وإنّي أتساءل لماذا أصبح التعميم الأعمى في التعليم حليفًا ملازمًا ..؟!
إذ أعتقد أنّ التعليم يُفترض أن يكون متنوعًا ومختلفًا ولديه من الخيارات التي
 تتيح للجميع أن يختاروا ما يناسبهم ...سواء الأسرة أو الطالب حين يكبر ..
يُفترض أن تكون كل خطوة مدروسة بعناية .. 
 يُُفترض ؟!!

    لكن ما يُفترض شيء وواقعنا شيء آخر ..!

 فبعد كل هذه السنوات يلحّ عليّ هذا السؤال مع الأخذ في الاعتبار أنّك لا تملك 
عصا سحرية لتغيّر ما نرغب به دفعة واحدة ..
 لماذا هذه الأخطاء الفادحة في التعليم ..؟! 
لماذا فرض طريقة واحدة ..؟! أليس من الأفضل ترك  مساحة للأسر المحافظة 
لتختار ما يناسبها ..؟!
للأسف تعليمنا يريد أن يكون متقدّمًا ولكن إذا بقينا نسير بهذه الآلية  أخشى أنّه 
ولا بعد خمسين سنة سنصل لما وصل له الآخرون ..لا سيما بأنّ الوضع الحالي 
لا انتساب ..لا تعليم منزلي .. التعليم بأسلوب واحد .. أسلوب المقررات الذي
أصبح معمّمًا !! هناك عمرٌ محدد للتعليم عندنا فيما يخص الدراسات العليا ..
عجز في كثير من المدارس مع توفر المعلمين ..لا مباني جيدة ... إلخ !


       الأمر حقًا مضحك ومزعج ..! وسنة بعد أخرى أشعر بأننا لا نكمل ما بدأه 
الآخرون بل إننا نبدأ من حيث بدؤوا .. لنكرر نفس الأخطاء .. ونعيد ذات
 التاريخ ! 

     معالي وزير التعليم ..
  نحن نجبر أنفسنا على التفاؤل الذي أصبح دواء مرًا أحيانًا ونحن نعلم أننا ندور 
في دائرة الآمال الكاذبة بتحسين التعليم بما يتوافق مع طموحاتنا وأفكارنا وإبداعاتنا ..! 
وفي اعتقادي لن نستطيع أن نحققّ التقدّم في التعليم إلا من خلال تعليم حرّ 
يكفل للجميع حق الاختيار ...بعيدًا عن أسلوب الطريقة الواحدة الذي أصبح حليفًا
 مخيفًا ومزعجًا وقاتلاً لنا ..! 

     في كلّ العالم المتقدّم رغم أخطائه إلا أنّه يتيح لك حقّ اختيار الطريقة التي
 تريد أن تعلّم بها أبناءك ..!
تريد دمجًا يوجد ..
تريد مدارس منفصلة يوجد ...
تريد مدارس داخلية يوجد ..
تريد مدارس منفتحة يوجد ..
تريد مدارس محافظة يوجد ..
تريد عن بعد يوجد ..
هذا غير أساليب التعليم الصفية المختلفة التي تتيح للمعلّم حق اختيار الطريقة
المناسبة لتعليم طلابه .. تتيح له الإبداع .. والانطلاق في ذلك ..!
هناك ألف طريقة وطريقة للتعليم ...

      يؤسفني القول أنّ التعليم عندنا أصبح مثل الأمّ التي لديها سبع بنات 
ولأنّها أمّ لاترغب في إتعاب نفسها فهي تقرر دائمًا ما ترتديه بناتها ..
فتجبرهنّ على ارتداء زي له نفس التفصيل واللون والمقاس رغم اختلاف أذواق
بناتها واختلاف أوزانهنّ .. وترفض إجراء أي تغيير أو تعديل ..!
فتخرج بناتها متفاوتات في الجمال .. فمنهن من يناسبها لونًا ومقاسًا ..
ومنهن من يناسبها لونًا دون المقاس .. ومنهن مقاسًا فقط .. ومنهن لا لونًا
ولا مقاسًا ..

قس يا معالي الوزير ما سبق على نتائج التعليم ..!

وأخيرًا ..

أعطني الخيارات واترك لي حريّة الاختيار ..!

لكم خالص الشكر والتقدير لاهتمامكم وتقبّلكم لرأيي ..


                                الكاتبة

                             حنان الغامدي



هناك تعليقان (2):

  1. لله درك. كلمات في الروعه. وانتقاد هادف جدا. اتمني من وزير التعليم ان يجد ضالته في اعطني الخيارات واترك لي حريه الاختيار. ويجيب علي سؤال لماذا التعتيم. ولماذا لا نبدا من حيث انتهى الاخرون.

    ردحذف
  2. شكرًا لإضافتكم الرائعة ولتفاعلكم الراقي..

    ردحذف

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<