الخميس، 23 يوليو 2020

♨ .. يومًا ما .. 5 .. ♨



سلسلة ..

                                           -         5     -

                                  ..   دعوة على العشاء  ..



     -            1     -


      كانت فاتن تضع اللمسة الأخيرة لشعرها الذي جعلته
 منسدلاً .. تأمّلت فستانها القصير الذي اختارته بعناية فلونه
 الأزرق الفيروزي جعلها تبدو في غاية الحيوية والإشراق .. 
استدارت كعشرينية ثم ارتمت على السرير ..
     كان الفستان أنيقًا جدًا فأكمامه القصيرة التي تصل لمنتصف
ساعدها تنتهي بشريط من الكتّان المنقوش المخرّم .. يلتف حول
خصرها حزام من القماش بلون الفستان .. انتعلت حذاءً قمحي
 اللون بكعب متوسط الطول ونزلت بسرعة للطابق الأرضي
 وهي تحمل قبعتها القمحية الذي يلتفّ حول تاجها  شريطًا 
بلون الفستان  ..وحقيبة يد صغيرة قمحية .. وما إن وصلت 
لغرفة المعيشة حتى سمعت حركة في الخارج ..
أسرعت للنافذة فإذا بها ترى سيّارة السيدة آمال التي فتحت 
النّافذة ولوّحت لها .. خرجت بسرعة .. وركبت بجانب السيّدة 
آمال وهي تقول :
_ السلام عليكم ..
_ وعليكم السلام ..
_ كيف حالك ..؟!
_ بخير .. أراك متأنقة  ..
_ أنا جدّا متحمسة لأتعرّف على هذا المكان ..لذا كان علي 
ارتداء شيء مميّز لهذه الجولة إنّها بالنسبة لي مناسبة تستحق 
هذا التأنّق  ..
ضحكت السيّدة آمال بصوت عالٍ وهي تقول :
_ تحرّكي يا لورين بسرعة .. اتّجهي أولاّ للميدان الرئيس ثم
انعطفي يسارًا ..
تحرّكت السيّارة.. وفاتن تنظر من النّافذة .. ولأوّل مرّة تتأمّل
الشارع الذي تسكن فيه .. كان يعجّ بالسيدات .. هناك من
 تقطف وردًا .. ومن تشرب الشاي مع مجموعة  سيّدات .. 
وهناك من تقرأ .. وهناك من تمارس الرياضة ..
" كيف لم أفكر بالخروج من المنزل صباحًا أو مساءً أمام 
منزلي ؟! لماذا لم أتناول قهوتي في الحديقة ..؟! مرّت أيام وأنا 
حبيسة للمنزل حقًا أحتاج أن أغيّر أسلوبي هنا ..  "
_ هل هناك أمر يشغلك ..؟!
التفتت لتجيب بسرعة  :
_ لا ، ليس تمامًا ..
كانوا قد خرجوا من الوحدة السكنية الخاصّة بهم .. سلكت 
السيّارة طريقًا تمتدّ على جانبيه أشجار ضخمة تعانقت فكوّنت
 قوسًا ممتدًا ..لم تتمالك فاتن نفسها وهي تقول :
_ الله .. يا للجمال ..!
وما إن انتهت الأشجار حتى أشرفوا على أراضٍ خضراء
 ممتدة .. كانت هناك بعض النساء يتجولن ... ويسرن في 
هذه المساحات التي تظللها أشجار ضخمة متفرّقة .. أشارت
 السيّدة آمال قائلة :
_ هنا ساحة الوحدة السكنية الخاصّة بنا .. إنّه متنزّه تقصده
 السيّدات بشكل شبه يومي .. من النّادر أن يكون خاليًا ..
_ يبدو جميلاً .. ولكن أين البحر ..؟! سمعتُ أنّ الضاحية
 تطلّ على البحر ..
_ نعم ، هذا صحيح تطلّ من الناحية الأخرى ..
_ أتأذنين لي بفتح النافذة .. ؟
_ نعم ، يمكنكِ ذلك ..
فتحت النّافذة .. وأخيرًا أطلّ الميدان الدائري الذي يتوسطه
منحوت حجري على شكل قصر جميل كان المجسم منحوت 
بدقّة .. قالت السيّدة آمال والسّيارة تنعطف يسارًا مع الميدان :
_ هذا ميدان القصر ..
_ يا له من قصر منحوت بإتقان  !
وحين ابتعدوا عن الميدان  سارت السيّارة بمحاذاة سور أسود
حديدي مطّعم بلون ذهبي تحتضن أوراق الأشجار المتسلقة
 أعمدته الرفيعة ..
لفت نظرها شعار زهرة دوّار الشمس المنقوشة على البوابة 
الرئيسة ثم اتّسعت عيناها في ذهول وهي تقول باندهاش :
_ القصر ..!
_ ما الأمر ..؟!
_ إنّه نفس القصر المنحوت على الميدان ...
_ نعم إنّه قصر السيّدة إشراق .. وهو يقع تقريبًا وسط كلّ 
الوحدات السكنية ..!
_ هل تسكن هنا ..؟!
_ ليس دائمًا .. لكنّها تحضر الاحتفالات ..
_ هناك احتفالات  ؟!
_ نعم ، احتفالات بالنزيلات الجديدات ..
_حقًا ..؟!
_ أجل ، لكن بعد مرور شهر من إقامتهنّ ..
وهناك احتفالين كبيرين .. هذا عدا عن المناسبات 
الخاصّة ..
_ هذا مثير .. أتطلع لرؤيتها حقًا ..
وبينما هي غارقة في أفكارها .. رأت البحر أخيرًا ..
أصبحت السيّارة تسير بمحاذاة البحر ..
تنفّست بعمق حين تسلل نسيم البحر إليها وكأنّها تريد أن
 تملأ رئتيها به .. وضعت قبعتها جانبًا وأخرجت رأسها 
وأغمضت عينها في انسجام مع تلك الأجواء اللطيفة ..
حين فتحت عينها كانت ترى بعض السيّدات على البحر ..
 أطلقت صيحات لهنّ وهي تلوّح ..تفاعلت السيدات معها
 ولوّحن لها ..سعدت كثيرًا بتفاعلهنّ لدرجة أنّها  أخذت 
تصرخ قائلة لهنّ  :
_ يوم جميل وممتع ..
كانت تسمع بعض الصيحات من بعض السيّدات لكنّها لم 
تستطع أن تفهم ما يقلنه لبُعـد المسافة !
هذا عدا عن أنّ السيّارة تسير بسرعة متوسطة لكنّها 
استمرّت في الصراخ وإلقاء التحية لكلّ من تراهنّ إلى أن 
أمسكت السيّدة آمال بذراعها ..
_ أرجوك ، هلاّ هدأت  ..
التفتت  فاتن قائلة :
_ لماذا ..؟! إنّهن يلوحن لي وواضح إنّهنّ لطيفات ..
_ أرجو أن تضبطي انفعالاتك ..
أشارت للسائقة أن تحكم إغلاق النافذة ..بعد أن اعتدلت 
فاتن في جلستها ثم استطردت :
_ كيف تحكمين دون التعرّف عليهنّ ؟!
تنهدت قائلة :
_ أحيانًا لا يحتاج التعرّف للشخص حتى نقرر إن كان 
لطيفًا أم لا ؟! يكفي أن ننظر لتفاعله معنا في الأمورالبسيطة ..
رمقتها بنظرة عدم اقتناع وهي تقول :
_ لديك نظريات عجيبة ..!
_ يا ترى من أيّ وحدة سكنية هنّ ..؟!
_ كلّ الوحدات السكنية تلتقي هنا لذا من الصعب التحديد
من أيّ وحدة سكنية ..
استدارت السيارة لوجهتها .. كان واضحًا أنّ السائقة تعرف
 الوجهة الأولى حيث توقفت عند مبنى أبيض أنيق من عدّة 
طوابق .. وقفت على حدود البوابة كان السور الحديدي الملوّن
 بالأبيض والزهور ذات اللّون الوردي و الأشجار قـد أعطى
 المبنى منظرًا ساحرًا أشبه بالقصص الخيالية ..
نظرت فاتن للّوحة المكتوبة بخطّ أنيق أمامها .. في حين قالت 
السيّدة آمال :
_ لن ننزل ..
_ إنّها مستشفى .. يبدو المبنى كالقصور في القصص الخيالية ..
_ أردت فقط أن أريك موقعه ومكانه .. فيما لو احتجت للذهاب
 إليه .. أردت أن أمر اليوم على المباني الرئيسة والأساسيّة ..
_ آه فهمت ..
أشارت السيّدة آمال للسائقة بالتحرّك .. كانت الوجهة الثانية 
مركز الاتصالات .. توقفت السيّارة أمام المساحات الخضراء
التي تنتهي بذلك المبنى المتوسط الحجم .. كانت السيّدات
 يدخلن ويخرجن من البوابة الرئيسة ..
_ أنت تعرفين هذا المبنى ...
_ أجل لكننا جئناه في الليل .. لم أستطع رؤية شيء كان
 الظلام حالكًا .. مع أنه يوجد أعمدة إنارة ..
قالت جملتها الأخيرة وهي تتأمل باستغراب أعمدة الإنارة 
المنتظمة على طول الطريق ..
_ والآن دعينا ننزل .. سنأخذ جولة سريعة ..
نزلتا .. واتجهتا نحو المركز .. دخلت السيدة آمال مع فاتن ..
كانت السيدات ينظرن إليها بإعجاب .. لقد بدت ساحرة ..
تأمّلت فاتن المكان.. كان مذهلاً ..التفتت للهواتف 
الكلاسيكية.. كانت الهواتف منتظمة على اليمين .. تذكرت
 ما حدث قبل يومين اقتربت من الهواتف .. تذكرت صوتها
 المرتعش وهي تحدّث أخاها وسط الظلام إلا من مصباح 
يدوي كان في يد السيّدة التي تعمل هنا ... !
_ أهذا أنتِ ..؟!
التفتت فاتن لمصدر الصوت .. ابتسمت السيدة وهي
 تقول لها :
_ كيف حالك ..؟!
نظرت فاتن باستغراب وهي ترد :
_ بخير كيف حالك أنتِ ؟
نظرت لها وهي تحاول أن تتذكر هل قابلتها في مكان
ما خارج الضاحية لكن السيّدة ابتسمت وقالت :
_ أنا التي رافقتك قبل يومين هنا .. أنا أعمل هنا ..
_ اعذريني لم أستطع رؤية ملامحك جيدًا بسبب الظلام ..
_ لا عليك .. أرجو أن تكوني بخير ..!
تنهّدت ثم زمّت شفتيها وقالت :
_ ماذا ترين ..؟!
_ أرى سيدة في غاية الأناقة والقوة  ..
شعرت بسعادة غامرة .. وثقة كبيرة كانت ترى نظرات
 الإعجاب من السيّدات حولها  ثم قالت :
_ شكرًا لهذا الإطراء ..!
_ سيّدة فاتن ..!
التفتت للسيّدة آمال التي نادتها .. وذهبت معها بعد أن 
استأذنت السيّدة الواقفة معها  ..
تجوّلت فاتن مع السيدة آمال بصحبة المشرفة الخاصة 
بالمركز .. لفت نظرها اهتمام السيّدات بالسيّدة آمال فهنّ 
يلقين التحية ويتجاذبن الحديث معها ..وكانت تردّ عليهنّ 
بكلّ اهتمام .. 
كان المكان  خليطًا نسائيا من مختلف الأعمار تبدأ 
بالثلاثين وتنتهي تقريبًا بمنتصف الخمسين .. 
    شعرت بحفاوة عجيبة من ناحيتهنّ لقد كان الترحيب 
حارًا .. فهنّ يشرحن العمل الذي يقمن به بكلّ فخر ..
لدرجة أنّها كانت تجرب بعض الآلات الموجودة هناك ..
وبعد جولة استمرت نصف ساعة ... قالت المشرفة :
_ يسعدني شرب قهوة المساء معكنّ ..
ردّت السيّدة آمال :
_ شكرًا لكِ ، ربما في وقت آخر .. أما الآن فنحن في
عجلة من أمرنا  نريد أن ننتهي من جولة اليوم ..
_ لم يتبق على أذان المغرب سوى ربع ساعة .. صلّوا 
هنا ثم انطلقوا ..
_ لذا يجب أن نسرع .. فالمكان الآخر الذي سنذهبه لن 
ننزله ..
_ آه فهمت ..!
ثم التفتت لفاتن قائلة :
_ هاه ، ماذا قررت ..؟!
ردّت فاتن باستغراب  :
_ قررت ..!!
تداركت السيّدة آمال الموقف قائلة :
_ لم أخبرها بعد .. ثم إنّه المكان الأول الذي تنزله
من الصعب أن تقرر مالم نطرح أمامها جميع الخيارات ..
_ حسنًا بالتوفيق ..! لا تنسي أن تزورينا مرة أخرى ..
رافقتهم المشرفة حتى الباب الرئيس .. ثمّ خرجتا وركبتا
لتنطلق السيّارة للوجهة التالية 

     -            2     -

_ ماذا ؟! أعمل ؟!
كانت فاتن تتحدّث بدهشة عن الأمر ..
_ الحقيقة أنّي انتظرت أن تبادري بالسؤال أولاً
وتوقعت أن تسأليني عن الأمر بمجرّد أن تركبي السيارة ..
لأنّك كنت متلهفة ظهر اليوم لمعرفته .. لكنك لم تفعلي ..
_ لقد نسيتُ الأمر من فرط حماسي ..! إذن هذا هو الأمر
 الثاني ..
_ اسمعي لديك خيارات أخرى غير مركز الاتصالات ..
انتظري حتى تري بقية الخيارات ..
_ لكنّي تقاعدت من عملي وأجرة التقاعد تكفيني ..لستُ 
بحاجة لأنّ أعمل هنا .. أريد أن استرخي وأرتاح ..
ابتسمت السيّدة آمال وهي تقول لها :
_  هذا لأنّك في بداية الأمر .. ستمرّ عليك أيّام تودين أن
 تشغلي فيها نفسك بأيّ شيء ..
تأمّلت فاتن كلامها في حين استطردت :
_ هل تعتقدين بأنّ هذه هي الحياة ..؟! الحياة يا بنيّتي هي 
عبارة عن المزيد من الإنجازات .. المزيد من تحقيق 
النجاحات !
 مازلتِ صغيرة وفي قمّة نشاطك لتفكري هكذا  ..
_ لكنّ الأمرعائد لي ..
_ يؤسفني القول بأنّ هذا الأمر نظام أساسي لكلّ من يفكّر
في الإقامة هنا .. لا أحد هنا يجلس .. الجميع يعمل ..
_ الجميع ..!
_ حتى السيّدات التي تجاوزت أعمارهن السبعين ..
_ مستحيل ! هل يوجد سيدات بهذا السنّ هنا ؟!
_ نعم ، وهنّ يعملن بكلّ حب .. وكلّ انطلاقة ..
خصوصًا الأنشطة والأعمال الخيرية .. هنّ من يدرنها ..
_ ظننتُ أنّي أتيتُ مكانًا أشبه بالمنتجع .. لكن يبدو أنّي 
أتيت لمدينة قائمة بذاتها ..
_ أرأيتِ ! لا أريدك الآن أن تقرري دعينا ننتهي من 
جولتنا كاملة ثم يمكنك أن تخبريني بقرارك ..
تمتمت فاتن بانزعاج :
_ عن أيّ قرار طالما الأمر إلزامي .. !
_ هل قلتِ شيئًا ..؟
_ لا .. كنتُ أحدث نفسي ..
التفتت السيّدة آمال للنافذة متجاهلة ماقالت قائلة :
_ انظري هذا هو الجامع .. وصلنا وجهتنا الثانية ..
التفتت فاتن :
_ الله كم هو كبير .. أهو الوحيد ..؟!
_ لا ، يوجد آخر في الناحية الأخرى لكنّه أصغر ..
 كانت السيارة تسير ببطء حين قالت فاتن :
_ هل سنصلي هنا ..؟!
_ إن أردتِ لن أمانع ..
_ طبعًا أريد ..!
نزلتا للصلاة في الجامع الكبير .. كانت النسمات جميلة
 للغاية .. ولون السماء الذي اختلط باللون الوردي والبنفسج 
قد أعطى منظرًا خلاّبا .. شعرت فاتن بشعور غريب رغم 
انزعاجها منذ لحظات تجاه اللحظة التي تعيشها .. شعور 
ممزوج براحة وسرور ..!

     -            3     -

       وصلت فاتن لمنزلها بعد جولة سريعة لبعض الوحدات 
السكينة كانت سعيدة بهذه الجولة .. شعرت بأنّها وسط مدينة
 كبيرة تحتاج شهورًا لتكتشفها ...
التفتت فاتن للسيّدة آمال وهي تقول :
_ شكرًا لك على هذه الجولة الجميلة ..
_ هل استمتعت ؟!
_ تقريبًا رأيت جزءا من وجه هذه الضاحية ..
_ سعيدة برأيك .. والآن إلى اللقاء ..
_ إلى اللقاء ..
قبّلت فاتن السيّدة آمال على خدها وهي تقول :
_ تصبحين على خير ..
كانت السيّدة آمال مندهشة .. لم تنتظر فاتن ردّها
بل بسرعة خرجت وأغلقت الباب .. وانطلقت تعدو
لمنزلها ..
    كانت تفتح  الباب حينماوجدت ظرفًا صغيرًا عند عتبة 
الباب .. حملته .. قلّبته كان يبدو بداخله شيئًا صلبًا ..
 وبينما هي تحاول أن تقرأ ما هو مكتوب عليه .. سمعت 
صوت منبّه السيارة التفتت نحو السيّارة وبسرعة فهمت 
الأمر  حيث فتحت بابها .. ولوّحت بيدها وبعدها أغلقت 
الباب مباشرة بعد أن تحرّكات السيارة ..
أضاءت أنوار المنزل  .. جلست في غرفة المعيشة
 وهي منفعلة ومتحمسة كان مكتوب على ظهر الظرف:
"  من المنزل المجاور "
_ أيّ منزل ..؟! كثيرة هي المنازل ..
فتحت الظرف وأخرجت الورقة .. كان مع الظرف 
صفّارة صغيرة ..
قرأت سريعًا بعينيها محتوى الرسالة ..
" عزيزتي ..فاتن
بعد التحية .. يسعدني استضافتك على العشاء
الليلة الساعة الثامنة والنصف ..
واعتبري دعوتي هذه عربون محبة  وامتداد لخيوط 
تعارف تبدأ بغرزتها الأولى لتنسج  أجمل طريق 
للصداقة ..
أرفقت مع الرسالة صفّارة تنبيه .. إن كنت موافقة
فقط  انفخي ثلاث نفخات قصيرة متقطعة .. وسأجيبك
بالطريقة ذاتها ..وإن كنت غير راغبة فقط نفختين 
قصيرة متقطعة  وبالطبع سأتفهم رغبتك ..."
                                  جارتك  نسرين
وذيّلت في حاشية الورقة :
" بالمناسبة الصفارة جديدة اشتريتها خصيصًا لك .."
ضمّت الرسالة إلى صدرها .. ثم نظرت للساعة التي تشير
للسابعة ..لم تتوانى لحظة واحدة بل خرجت مسرعة ووقفت 
عند باب منزلها  .. ونفخت ثلاث نفخات متقطعة .. انتظرت
 قليلاً لم تجد جوابًا .. أعادت النفخ ثلاث مرات .. وجاءها 
الردّ أخيرًا ...
لوّحتا لبعض .. ودخلت كلّ واحدة منزلها ..
شعرت فاتن بسعادة غامرة .. كانت الخواطر تتسارع
 لذهنها عن هذه الحوادث الجميلة التي حظيت بها اليوم ..
" الحمد لله أنّ لنا ربًا يواسينا في شدائدنا "
اتجّهت لتستعدّ لهذه الدّعوة التي لم تكن في الحسبان
أبدًا ..!!
                    .. يــتــبـع ..
                              الكاتبة
                           حنان الغامدي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<