الخميس، 9 يوليو 2020

♨ .. يومًا ما .. 3 .. ♨



سلسلة ..
                                                          -      3     -

                                      ..   زيارة  غير متوقعة   ..



                          

                            -      1     -



كانت نارين تغسل الأطباق حين سمعت صوتًا
عاليًا .. من فوق ..
 واتجهت مباشرة نحو درج المنزل فإذا بفاتن تنزل
غاضبة ومستاءة :
_ مستحيل ..! لماذا لم يخبرني أحد ..؟!
ردت نارين مندهشة :
_ بشأن ماذا ياسيدتي ..؟!
قالت وهي منفعلة :
_ بشأن الشبكة ..! لقد استدرجوني بشكل سيء لأدفع
المبلغ كاملاً.. وفي النهاية لك أن تتصوري أنّ الشبكة
غير متاحة سوى في إجازة نهاية الأسبوع ..
ثم ابتسمت بسخرية وهي تستطرد  :
_ وأيضًا زيادة على ذلك ..  فقط لساعات محدودة ..
هل يعقل ..؟!
_ سيدتي هلا هدأتِ ..؟!
ردّت بحدّة وهي تتجه نحو غرفة المعيشة  :
_ أهدأ .. كيف أهدأ وعليّ أن أتواصل
مع أخي لأخبره أني وصلت للمنزل بخير ..؟!
لابدّ وأنّه قلق عليّ الآن ..
 نحن مازلنا في بداية الأسبوع ..اليوم هو السبت ..
جلست وهي تهز رجلها بتوتر :
_ سأقاضيهم لخداعي ..
استطردت فاتن بكبرياء قائلة بعد أن لمحت ابتسامة 
تسللت لوجه نارين التي حاولت أن تخفيها جاهدة :
_ هل تعتقدين أني أمزح ..؟
_ أوه يا سيدتي أرجوك أن تعذريني .. لم
أقصد السخرية منك إطلاقًا .. لكني متعجبة
من جيلكم الذي لا يطيق بُعدًا عن هذه الأجهزة
التي ارتبطتم بها وكأنّها القلب المحرك لكم
في حياتكم ..!
هل تعلمين سيدتي ..؟
_ ماذا ..؟ هل هناك مفاجأة أخرى .. ؟!
_أربعة من أصل عشر سيدات من النزيلات
الجديدات ما إن يعلمن بشأن الشبكة يرحلن
عن الضاحية  ..!
كانت فاتن مندهشة جدًا وهي تردد:
_ يرحلن ..!  بكلّ بساطة .. وماذا عن تكاليف
المنزل الباهض الثمن ..؟!هل يعيدون لهنّ  النقود ..؟!
_ لستُ متأكدة لكن أظنّ بأنّهم يعيدون جزءًا
من المبلغ ..
استطردت فاتن وهي ماتزال منفعلة قائلة :
_ جزء ..! لم الأمور معقدة ..؟! لدي الكثير من
 الأسئلة ..
نظرت لنارين وهي تكمل :
_ كيف يتواصل الناس ..؟!
قالت نارين وهي تحاول أن تشغل يديها
بترتيب منديل الطاولة :
_ عن طريق البريد ..
_ البريد الإلكتروني ..؟!
_ لا ، البريد الورقي ..
ابتسمت فاتن بسخرية :
_ مستحيل .. بريد ورقي .. للفظاعة .. كيف نعود لقرون
مضت .. نعود للوراء ولدينا وسيلة متاحة سهلة والجميع
من مختلف الأعمار قادر على استخدامها ..؟ لا أصدق ..!
وكأنّ نارين أرادت أن ترى ردة فعلها حين قالت :
_ نعم ، وتدفعين دينارين مقابل الرسالة ..
اتسعت حدقتا فاتن ذهولاً ودهشة والتي تحولت
لغضب شديد بعد أن وقفت :
_ سأقاضيهم .. نعم ، مؤكد هم يفعلون ذلك عن عمد
 حتى تزيد أرباحهم ..يا للشجع ..!!
_ سيّدتي هلا هدأت .. جميع السيدات اللاتي غادرن
المكان تعهدن بقراءة الشروط والبنود الخاصة بالشبكة ..
_ ماذا تعنين ..؟!
_ أعني سيدتي واعذريني إن كنت أتدخل فيما لا يخصني
 لكن اسمحي لي أن أسألك هل تعهدت كتابيًا بقراءة
التعليمات قبل التوقيع ..؟!
وكأنها عادت للتو لرشدها .. وفجأة هدأت ثم جلست
وهي تضع يدها على رأسها :
_ صحيح .. لقد وقعت على ذلك .. لكن لكني لم أتوقع
 أن تكون شروطهم بهذه الطريقة ..؟
_ مادام هناك ورقة توقيع بأنك قرأت الورقة فاسمحي
لي أن أقول لك بأنك تتحملين كلّ المسؤولية سيدتي ..
_ يا إلهي والآن ماذا علي أن أفعل ..؟!
ما هذه الورطة الكبيرة ..؟! كيف سأعيش ..؟!
بل كيف تعيش السيدات هنا ..؟!
نظرت نارين بغضب ثم قالت لها بكلّ جرأة :
_ إنّك لا تأكلين الأجهزة يا سيدتي ولا تشربينها ..
كانت صدمة فاتن بكلام " نارين " مُلجِمة إذ رانت لحظة
صمت سيطرت عليها الصدمة بينما تابعت نارين بغضب
ودون اكتراث :
_ اسمعي يا سيدتي .. رغم أنّي مجرّد خادمة إلا أنّي
 سأقول الحقيقة أيًا كانت .. قد لا يعجبك ما أقوله
لكنّه الحقيقة على أيّ حال .. أغلب السيدات المرفهات
ضعيفات وهشّات .. ولا يحتملن أن ينقصهنّ أيّ شيء
فهنّ يتقمصن دور المأساة لمجرّد أنّ شيئًا ثانويًا
لم يعد متوفرًا ..
ماذا يعني عدم وجود الشبكة أو الهاتف .. ؟
ماذا يعني عدم وجود العربات ..؟
وهنا شهقت " السيدة فاتن بصدمة " بينما أكملت "نارين ":
ربما ستكون الحياة صعبة ومتعبة بدونهما لكنها تسير
ونحن نسير معها يا سيدتي .. طالما هناك أمن واستقرار
كلّ شيء يأتي بعدها .. !
_ أمن ..؟!
_ نعم .. أمن الطعام .. أمن الراحة .. أمن الخروج ...
أمن النوم .. ألا تفكرين في هذه التفاصيل ..؟!
حينها نهضت : السيدة فاتن " وهي تقول بغضب  :
_ كونك لم تعتادي على التقنية فهذا لا يعني أنّها غير
مهمّة .. قد لا تكون مهمة بالنسبة لشخص عاش في بيئة
بدائية ..
هنا ساد صمت صادم .. وكأنّ كلّ شيء توقف ..
أصبحت النظرات هي التي تتحدث .. وبعد لحظة قصيرة
قالت نارين :
_ اعذريني سيّدتي لتطفلي .. لم أقصد الإساءة ..!
كانت السيدة فاتن غاضبة جدًا .. ولكنّها قالت بصوت
مكتوم :
_ لحظة ..هل حقًا لا يوجد عربات ..؟!
_ لا تقلقي سيدتي لن تتورم قدميك من السير ..!
_ ماذا ..؟!
_ أنا إنسانة بدائية .. لذا لن أستطيع أن أجيبك إجابة
شافية .. أظنك سيدتي تعرفين أين تجدين الإجابة .. ؟
والآن اسمحي لي .. عليّ أن أنجز بقية العمل ..
حاولت السيدة فاتن أن تتحدث لكنّها لم تستطع أن تقول حرفًا واحدًا
فقد خرجت نارين وسط صدمة السيدة فاتن التي انهارت على الأريكة
وهي تريد أن يوقظها أحدهم ليخبرها أنّه كابوس..!

                        -     2    -

  كانت الساعة الثامنة والنصف مساء حين كانت السيدة
فاتن  في غرفتها تجلس على الأريكة الصغيرة المنزوية
بجانب النافذة وهي ترتدي ملابس النوم ..
كانت تقلّب في يدها كتيّب الإرشادات والقواعد باهتمام ..
مضى اليوم رتيبًا خانقًا مليئًا بالكثير من الأفكار المتضاربة ..
وضعت الكتيب جانبًا وتنهدت بعمق .. ثم ارتمت على السرير
وهي غارقة في التفكير ..
لقد احتجزت نفسها داخل غرفتها منذ وقت مبكر ..
" يا لي من فظيعة .. لماذا تحدثت مع نارين بفظاظة ..؟!
لماذا تركت لنفسي العنان ..؟! مؤكد آذيت مشاعرها ..
هل علي الاعتذار ..؟! "
لكنّ ملامحها لم تلبث أن تجهمت وهي تحدّث نفسها :
" ما هذا الهراء ..؟! هي من بدأت لقد وصفتنا بالهشّات
 والضعيفات إذا سمحتُ لها بالتمادي فلن أستطيع السيطرة
على الوضع  .. ثم عليّ أن أركز في طريقة للاتصال بأخي ..
أووه الوضع مزعج .. ماذا عليّ أن أفعل ..؟! "
وبينما هي تفكّر ..
انطلق صوت أذان العشاء .. أغمضت عينيها كمن يرغب
في الاسترخاء .. " يا لجمال صوت المؤذن ..! "
ابتسمت رغم الضغط الذي تشعر به .. فأيًا كان ما تشعر به
فيوم أمس ولحظة دخولها المدينة .. والضاحية الغربية
يوم لا يُنسى كان كلّ شيء جديد بالنسبة لها حرفيًا ..
 فالمتعة مع كلّ مفاجأة أحستها منذ سماعها صوت
أذان الظهر ..حتى رؤية تفاصيل المنزل .. والتعرّف
على نارين .. وخروجها لحديقتها .. والنوم باكرًا ...
كلها جعلتها تتنهد كمن يزيح عن نفسه الأفكار السلبية ..
ولكن وفجأة بعد أن لاح بريق في عينيها نهضت
بسرعة لتبدل ملابسها ..!
سمعت نارين صوت الباب الرئيس وهو يُغلق كانت تعدّ العشاء ..
خرجت بسرعة ونظرت من نافذة غرفة المعيشة .. لقد فوجئت
بفاتن تتجه للمنزل المجاور ..
                       
                        -     2    -



وبعد أن قرعت  فاتن جرس المنزل المجاور ..
_ من ..؟
_ أنا فاتن سيّدة آمال ..
_ فاتن ..؟!!
كان الصوت مختلفا .. وقبل أن تكمل حديثها  .. فتحت لها سيّدة
ذات شعر أشهب بيضاء البشرة رفيعة الجسم ترتدي ملابس
النوم  كانت السيدة تتأمّل فاتن التي تعتمر قبعة وسترة طويلة 
ذات لون جملي رفعت حاجبيها وهي تقول  :
_ عذرا هل أستطيع خدمتك  ..؟
كانت فاتن تتأمّل السيدة التي تبدو بعمرها أو أقل ..
_ آسفة لإزعاجك .. ولكنّي أرغب بمقابلة السيّدة آمال ..
_ في هذا الوقت ...؟
_ الأمر ملحّ جدًا ..
_ لكن هذا ليس منزل السيّدة آمال ..
_ ماذا ..؟!
كانت صدمة كبيرة .. ارتبكت فاتن وهي تقول :
_ عفوًا ...! ولكن .. لكني رأيتها  .. حسنًا أنا أعتذر لإزعاجك
في مثل هذا الوقت ..
وحين أرادت أن تستدير ..
أشارت السيّدة لمنزل بعيد في آخر الشارع ..
_ أووه لا عليك انظري .. أترين الثلاث منازل هذه ؟!إنّه هناك
ذلك المنزل الكبير .. إنّه منزل مميز ستجدينه مختلف عن كلّ
المنازل ..
_ حقًا ..؟!  شكرًا جزيلاً لك ..
وحين همّت بالذهاب  قالت لها تلك السيدة :
_ لكن لم لا تُرجئين الذهاب غدًا ..
_ شكرًا لك لكنّ الأمرضروري جدًا ..!
بعد دقيقتين .. كانت فاتن تقف أمام المنزل الكبير ..
إنّه فعلاً مميّز ..
_ ما الذي يحدث هذا اليوم ..؟!
تنفست بعمق واقتربت من الباب قرعت الجرس وانتظرت
تتأمل الحديقة فُتح الباب كانت العاملة تقف مذهولة :
_ عذرًا من أنتِ ..؟!
_ أنا السيّدة فاتن .. أحتاج مقابلة السيّدة آمال ..
_ هل لديك موعد سابق يا سيّدتي ..؟!
ردّت فاتن وهي تشعر بإحراج شديد وهي تنظر للعاملة الشابة
التي ترتدي زيًا مختلفًا كان ذا لونٍ وردي غير الذي ترتديه نارين :
_ أنا أعتذر الأمر ملحّ ... أخبريها أنّي السيّدة فاتن .. وهي ستقدّر
الأمر ..
_انتظري هنا ..
تفاجأت فاتن حين أغلقت العاملة الباب وتركتها خارج المنزل :
_ يا للسخافة ..! كيف تجرؤ على تركي خارجًا .. من الذي سيدخل
مدينة مسوّرة عليها حرّاس وتسكنها نسـاء ..ثم أنّي أخبرتها من
أكون ..ما بال العاملات هنا ..؟! أكاد أنفجــر..
وأخذت تتمتم بحنق ولكنها التزمت الصمت بعد أن فُتح الباب
من جديد :
_ تفضلي سيّدتي من هنا ..
تبعتها فاتن وهي تتأمّل المكان .. كان بهو المنزل واسعًا ورحبا ..
اصطحبتها العاملة عبر ممر لغرفة صغيرة أنيقة وهي تقول :
_ أرجو أن تنتظري عشر دقائق ياسيدتي ...
_ حسنا لابأس .. شكرا لك ..
جلست في تلك الغرفة الصغيرة التي يتوسطها باب
مغلق يفضي لغرفة أخرى .. أخذت تتأمّل المنزل الأنيق
بألوانه الجميلة وتفاصيله المبهرة.. وبعد مرور وقت
 انتبهت لهاتف كلاسيكي على منضدة في زاوية من زوايا
الغرفة .. وفي تلك الأثناء تفاجأت بخروج السيّدة آمال
 بعد فترة من الوقت :
_ أوه عزيزتي ..
نهضت فاتن وسلمت عليها  وهي تقول  بارتباك :
_ أنا أعتذر للغاية لهذه الزيارة المفاجئة .. لكن..
_ لابأس اهدئي .. تعالي ..
أدخلتها للغرفة .. كانت الغرفة كبيرة وواسعة عبارة
عن مكتب أنيق .. وطاولة اجتماعات فخمة تتحلق
حولها اثنا عشر كرسيًا .. ومكتبة تضم ملفات .. كانت
غرفة المكتب أنيقة جدًا أشارت لها السيّدة آمال :
_ هل أعجبتك الغرفة ؟!
قالت بابتسامة :
_ إنّها أنيقة جدًا !
_ تعالي .. واجلسي  .. هاه .. ماذا لديك لتقرعي
بابي في وقت متأخر في زيارة غير متوقعة ؟!
_ سيدة آمال أنا آسفة حقًا لإزعاجك .. ولكني أرغب
في محادثة أخي ..
_ إذن قرأتِ إرشادات التواصل ..
_ أجل ونهاية الأسبوع بعيد جدًا .. هل لي أن أتحدّث
إلى شقيقي عبر الهاتف ؟!
_ عبر الهاتف ..؟! يبدو أن الكثير من التفاصيل تفوتك ..
اسمعي عزيزتي .. لا يمكن أبدًا إجراء مكالمة من هنا ..
_ لكن لماذا ..؟! لديك هاتف هنا ..
كان هناك هاتف على مكتب السيّدة آمال التي قالت :
_ هذه الهواتف لا تعمل كما يجب ..
_ يا إلهي ..! هل يعني أني داخل سجن ؟!
نهضت فاتن بانفعال وهي تتحدث :
_ سيّدة آمال المكان هنا غير معقول .. علي التحدّث
لشقيقي بأسرع وقت ..
ابتسمت السيّدة آمال وهي تقول :
_ أنا لم أقل بأنّه لا يوجد حلّ ..
هدأت فاتن فجأة :
_ ولكنّك قلت بأنّ الهاتف لا يعمل ..
_ أنا أجيب على أسئلتك فقط .. اسمعي إن أردت محادثة
شقيقك فعلينا الذهاب الآن لمركز الهاتف في وسط الضاحية
وسنصل هناك في وقت متأخر لذا لم لا نذهب غدًا صباحًا ..؟
_ لا أستطيع .. أرجوك سيّدة آمال أن تقدّري موقفي ..
تأملتها السيدة آمال قليلاً ثم قالت :
_ هل صليت العشاء ..؟!
_ لا ، حين طرأتِ على بالي .. نهضتُ مباشرة ..
ثم نظرت بعتاب وهي تكمل :
_كما أني ظننتك في المنزل المجاور .. يا إلهي
كان منظري محرجًا وأنا أقرع جرس المنزل المجاور..!
_ أنا لم أخبرك بأنّي في المنزل الملاصق .. قلت المجاور ..
وأنا صادقة إننا في الجوار ..
دهشت فاتن لقدرة السيدة آمال على التلاعب بالألفاظ ..
في تلك اللحظة قالت السيّدة آمال بهدوء :
_ حسنًا ..حسنًا .. دعينا نصلّي أولاً ..
_ سأصلّي في المنزل ..
_ كما تشائين إذن عليك أن تنتظريني في غرفة
الانتظار.. سأصلي أولاً  ثمّ هناك إجراءات ضرورية علينا
القيام بها  ..
_ لابأس سأنتظر .. شكرًا جزيلاً لك سيّدة آمال ..
خرجت تنتظر وبينما هي جالسة قدمت العاملة :
_ السيّدة آمال تسألك ماذا تريدين أن تشربي ..؟!
_ شكرًا لك .. أرغب بكوب ماء ..
_ بكلّ سرور ..  
بعد ذهاب العاملة وبينما هي تنتظر التفتت للهاتف
الموضوع  على الطاولة .. تلفتت يمنة ويسرة ..
نهضت بسرعة .. واتجهت نحوه وبحذر وقلق
وبسرعة رفعت سماعة الهاتف ..
اتسعت عيناها بذهول .. " إنّه يعمل ..! "
الهاتف يعمل !
                   .. يـتـبـــــع ..

                          الكاتبة
                      حنان الغامدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعـــزائي الكــرام ...

حتى تستطيعوا التعليق يمكنكم اختيـــار

التعليق بـاسـم :URL الاســــم / العنوان

أشــــــــرف بقـــــــراءة تعـــليقـــاتكـــم ...

فـــرأيكــــم محـــــــطّ اهـــتمـــــــامي ....

<<
<<
<<